الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - عيد هو.. قالوا اسمه كذلك ، لكنه عيد بلا لون ،ولا طعم ، و لا رائحة ،سوى لون ورائحة وطعم الألم والأسى ،الذي يستوطن النفوس.

الأربعاء, 16-أكتوبر-2013
ريمان برس - متابعات -
عيد هو.. قالوا اسمه كذلك ، لكنه عيد بلا لون ،ولا طعم ، و لا رائحة ،سوى لون ورائحة وطعم الألم والأسى ،الذي يستوطن النفوس.

عيد هو هذا الذي عاد ،لكنه رغم اتساعه لكل رغبات الانسانية وآمالها ليس في مقدوره ان يتسع لهذه الأرواح المتعبة التي لا طاقة فيها للفرح، أو لاقتطاع فسحة من البهجة والسرور ، طالما هي حبيسة وطن فيه كل هذه المفردات وما يشبهها غريبة وغير صالحة لاستخدام الفقراء والمطحونين بالظلم والقهر والامتهان.

في بلد مثخن بالجراح، وتعريف الحياة فيه ليس أكثر من ضياع وجوع ومخافة ، لن يكون بوسع جموع الناس ان تحتفي أو تبتسم أوان تستشعر لحظة العيد التي ينتظرها مسلمو هذه الأرض في كل البقاع إذ يمر عليهم الفرح سمجا، ثقيلا ،والاحتفاء به ليس غير مجرد تقليد سنوي يكلف ولا يبهج وكأنه مناسبة وطنية لا يحتفل بها إلا علية القوم وكبراؤه ممن استأثروا بكل شيء حتى أعياد الله أفراحه.

لا عيد يستحق الفرح هنا .. هذا هو الخبر الأليم.. فمنذ سنوات فارق الناس الفرح، وبنى الطغاة ما بين البسطاء والسعادة سدا منيعا بواسطة زبر النهب والسلب واستباحة الأرواح والأبدان.

يحضرني في هذه اللحظة التي تسمى عيدا، حالة أم مكلومة قتل الجنود فلذة كبدها الشاب قبل شهر من الآن في نقطة عسكرية، في ردفان بدافع الشبهة وإرضاء لشهية ،عدوانية، لا مبرر لها ،كانت المسكينة تنتظر عودة روحها المعلقة فيه، لكنه عاد كما قال درويش مستشهدا وقيدت الجريمة ضد نقطة عسكرية وقاتل مجهول وفوق القانون.

اتذكر حال ذوي أربعة شبان أحدهم قضى وادخل ثلاثة آخرون المستشفى قبل أيام قليلة من الآن ، وكل جريرتهم أنهم ارادوا احياء ذكرى ثورة قام بها أجدادهم قبل خمسين عاما .

كما لا تبارحني لحظة العيد ، مناظر فتية في عمر الورود ،وشيوخ ونساء، ، يمدون أيديهم بذل للعابرين بحثا عن فتات يمكن ان يوفر قيمة ما يسد الرمق في نهار العيد، ومنظر آخرين ربما هم احسن حالا، يتزاحمون، على أسواق الملابس المستعملة، بحثا عما يفرح طفلا ،عجز ذووه عن شراء بدلة جديدة له اسوة بأقرانه.

كل المناظر تحزنني وحدها من تستفزني هي ، اخبار اللصوص الذين غادروا المطارات جماعات وآحادا الى الخارج، بحثا عن أيام جميلة، لا تزعجهم فيها اصوات الفقراء، والمسحوقين وأيديهم الممدودة للسؤال في كل الطرقات.

عيد مبارك على كل حال ..
- عن براقش

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)