الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الخميس, 05-يوليو-2012
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ -     ريمان برس -
بينما جاءت الثورات العربية لتشكل نقطة تحول في مسار شعوب المنطقة، بدأت تظهر مخاوف من احتمالية أن تتسبب الأهوال الناجمة عن السياسات التي تنتهجها الحكومة السورية ضد المعارضين في نشوب موجة من الاعتدال في أماكن أخرى في المنطقة.
وفي هذا الصدد، أبرزت مجلة دير شبيغل الألمانية التداعيات السياسية التي نجمت عن تلك الثورات التي شهدتها المنطقة بعد مرور 18 شهراً عليها، واستهلت حديثها بما يدور في سوريا، خاصة بعد أن أكد الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً أن بلاده في حالة حرب.
ثم أشارت إلى إعلان الرئيس المصري المنتخب حديثاً محمد مرسي إلى أنه لا يولي أي أهمية لمسألة تعليق صوره في الهيئات الحكومية مستقبلاً، وإلى ارتفاع مؤشر البورصة المصرية بنسبة 7.6 % في اليوم التالي لإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث كان ذلك الارتفاع الأكبر على مدار تسعة أعوام.
ثم تحولت لتشير إلى الحكم القضائي الذي صدر في تونس ضد المدونين جبور مجري وغازي بيجي بالسجن سبع سنوات بتهمة انتهاك الأخلاق والتشهير والإخلال بالأمن العام، على خلفية نشرهما كاريكاتيراً للنبي محمد (ص) على فايسبوك.
آمال ومخاوف
إلى ذلك، أوضحت المجلة أن الآمال بأن يصبح العالم العربي ديمقراطياً بنفس السرعة التي أضحت بها أوروبا الشرقية قبل 20 عاماً لم يتم الوفاء بها بعد. بينما لم تتحقق أيضاً المخاوف من أن تنغمس دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط - بدءًا من المغرب في الغرب وانتهاءً بعمان في الشرق - في حالة من الفوضى واحدة تلو الأخرى.
ومضت المجلة تؤكد أن الصورة أكثر إرباكاً من ذي قبل، موضحةً أن الطبقة الوسطى في دمشق وحلب في سوريا على سبيل المثال تخشى من التداعيات التي قد تنجم عن رحيل الأسد. فيما تتصرف الأسرة الملكية التي تحكم الجارة الأردن وكأنها لم تتأثر بالاضطرابات العامة الحاصلة من حولها. بينما تمت الإشادة بسلمية العملية الانتقالية التي تمت في اليمن، رغم سيطرة القاعدة أحياناً على محافظات بأسرها. وكذلك تدمير دور السينما وحرق بيوت الدعارة في تونس الملقبة بأرض ثورة الياسمين.
ثم نوهت المجلة إلى دول المنطقة التي لم تتأثر على ما يبدو بالأحداث التي شهدتها المنطقة، والتي تحاول أن توطد مكانتها بشتى السبل، وأخيراً تلك الدول المصدومة، التي من بينها الجزائر والعراق ولبنان والمرشح أن تنضم إليهم إيران والسودان.
صعود التيار الإسلامي
ولفتت المجلة هنا إلى النموذج التونسي، حيث تم انتخاب برلمان، وتشكيل حكومة يهيمن عليها حزب النهضة الإسلامي، واختيار رئيس علماني، في ظل وجود جيش يقوم بمراقبة العملية الانتقالية دون أن يتدخل.
وأعقبت بتأكيدها أنه ورغم بدء موجة الربيع العربي في تونس، إلا أن الأحداث والمتغيّرات التي شهدتها البلاد أوضحت أن الحرية السياسية لا تقترن بالضرورة بالحرية الثقافية. ورغم الانفتاح الذي كانت عليه تونس حتى وقت قريب، إلا أن الأوضاع هناك سرعان ما تغيّرت بعد أيام قليلة فقط من الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي من الحكم وفراره من البلاد.
تنافس المؤسسات في مصر
ثم انتقلت دير شبيغل لتقول إن الإسلام السياسي بدا في مصر قوياً عقب الثورة التي لم يلعب فيها دوراً، في البداية على الأقل. ثم أشارت إلى المكاسب الكبيرة التي حققها الإخوان المسلمون والسلفيون في الانتخابات البرلمانية، بينما تحدث بعضهم من المتشددين عن أنهم سيحولون البلاد إلى جمهورية إسلامية. لكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك، بعد أن صدر حكم قضائي مؤخراً يقضي بحل مجلس الشعب الحالي، وهو الحكم الذي جاء ليثير الجدل سياسياً، رغم صحته من الناحية الرسمية، بالإضافة إلى تقليص المجلس الأعلى للقوات المسلحة لصلاحيات الرئيس، حتى قبل أن يتم الإعلان عن فوز مرشح الإخوان، دكتور محمد مرسي، ووصوله إلى سدة الحكم.
كما لم يجازف الجيش بالقيام بانقلاب مفتوح، كان سينطوي على مساعدة منافس مرسي، الفريق أحمد شفيق، في الوصول إلى الحكم، كما كان يتوقع معظم خبراء الشرق الأوسط. فضلاً عن أن مرسي نفسه ومنذ نجاحه في الانتخابات وهو يجذب الانتباه إليه بفضل خطابه المعتدل الذي لم يكن يتوقه كثيرون منه.
وأشارت المجلة في هذا السياق إلى الصراع الذي تشهده مصر بين المؤسسات والذي يمكن أن يوصف بحذر على اعتبار أنه استيلاء مصري على مفهوم الضوابط والموازين، وهو الموقف الذي يمكن أن تحد فيه الكيانات والهيئات الدستورية من سلطات بعضها البعض.
تعطش للديمقراطية في ليبيا
حيث نوهت المجلة إلى تحضر السلطات الليبية الآن لإجراء انتخابات الجمعية التأسيسية يوم السبت القادم، وهي الانتخابات التي ستعين حكومة موقتة جديدة ولجنة تكون منوطة بوضع دستور جديد. ومن الجدير ذكره أنه لا توجد أية أحزاب سياسية في ليبيا منذ 40 عاماً، وذلك نتيجة للسياسة المجدبة التي كان ينتهجها معمر القذافي.
فيما أكدت ناشطة حقوق الإنسان، هناء الغيلا، أن ليبيا عالقة في الوقت الراهن داخل حلقة مفرغة، وأضافت في هذا السياق: "نحن لسنا مستعدين حتى لإجراء انتخابات. لكننا بحاجة لحكومة شرعية من أجل القضاء على الفوضى".

ثم أعقبت المجلة بتشديدها على أن الليبيين عازمون على ما يبدو على الحصول على الديمقراطية، رغم وجود بعض المشكلات. وحتى قبل أن يتضح مدى قوة الأحزاب الدينية أو ضعف الأحزاب العلمانية في الجمعية الوطنية التي ستُشكّل مستقبلاً في ليبيا، أشارت المجلة إلى أن صراعاً قد نشب من الممكن أن يعرض الانتخابات نفسها للخطر.
اشرف ابو جلالة – عن: "ايلاف"

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)