ريمان برس - متابعات - وكالات - احتفلت اليمن ممثلة في المجمع العلمي اللغوي اليمني باليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر، من خلال احتفالية ثقافية حضرها كوكبة من الأدباء واللغويين والمهتمين.
وأشاد رئيس المجمع شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح - بجمال أن يكون للغة العربية، يوم يتوقف عنده أنباؤها أو بالأصح الناطقون بها لدراسة ما تعانيه الأقطار التي توصف بالعربية وبالوطن الذي يوصف بالعربي .
وقال مستطرداً: والأجمل من كل ذلك أن الأوفياء والمخلصين لآدابها ونتاجاتها الروحية والفكرية يجدون في هذا اليوم مناسبة للتذكير بما لهذه اللغة من فضل على الأمة في تدوين تأريخها وتسوية لسانها".
وأشار إلى أنه لا يقوم وجود لأمة من الأمم أو شعب من الشعوب إلا إذا كانت له أرض وكانت له لغة وبدون هذين المكونين الأساسين لا جود لشيء اسمه شعب أو أمة .
وقال: لم يعد خافياً أن اللغة العربية كانت وسيلة رواد النهوض العربي في بداية العصر الحديث وبها حملوا مشاعل التنوير شعرا ونثرا وفكرا وإبداعا وفي فترة تلك الصحوة الفكرية والوطنية والقومية ظهرت المجامع الأولى للغة العربية في كل من دمشق والقاهرة ثم بغداد لكن المسيرة النهضوية لم تأخذ مجراها الصحيح فقد عاتقها كثير من العوائق وتحولت الريادة من دعاة النهوض إلى دعاة التخلف والارتكاس وبدأ الوهن يطارد اللغة العربية في المدارس والجامعات".
وأضاف: كما بدأت الأسر القادرة تبعث بأبنائها للدراسة من مدارس اللغات الأجنبية لكي توفر لهم كما تزعم مستقبلاً كريماً ولم تدرك أنه لا مستقبل كريم لأبناء أمة تتخلى عن لغتها وهويتها".
ولفت في هذا الصدد إلى فشل شعار التعريب بدلاً عن التغريب فقد كان العكس هو الصحيح إذ سادت في بعض أقطار الوطن العربي الدعوة إلى التغريب وبدأت معظم الجامعات العربية تدرس العلوم باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وكأن اللغة العربية لم تكن لغة العلم والمعرفة ومنها استمد الآخرون أوليات العلوم الأساسية في الطب والرياضيات والهندسة.
وأكد المقالح أن اللغة العربية تمر بأسوأ مراحلها وأن المجامع العربية التي كانت مصادر إشعاع قد وصلت أدنى مستوى لها بعد إغلاق المجمع في بغداد وما يمر به المجمع في دمشق إضافة إلى بقية المجامع العربية في الأقطار التي شغلتها السياسة والحروب ونحن هنا في مهد العروبة والعرب نتمنى أن يتسلم مجمعنا الناشئ الراية ويعمل ما استطاع على حماية لغتنا لغة القرآن الكريم والفكر والعلوم والآداب .
وفي الاحتفالية التي حضرها وزير الإعلام السابق الشاعر حسن اللوزي ونائب رئيس المجمع الدكتور يوسف محمد عبد الله قال أمين عام المجمع محمود صغيري :" إنه في هذا اليوم الثامن عشر من ديسمبر من عامنا الحالي 2013م تكون الذكرى الأربعون لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (319) في الدورة الثامنة والعشرين يوم 18 ديسمبر 1973م".
وأضاف: كان عنوان القرار المذكور هو إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية ".. مشيرا إلى ما أصاب اللغة العربية وما صدر من قرارات أخرى من الجمعية العامة للأمم المتحدة عززت من مكانة اللغة العربية بين اللغات الرسمية الست العاملة في الأمم المتحدة.
ونوه صغيري بخصوصية الاحتفال بيوم اللغة العربية لهذا العام تحت شعار "يبحث في دور الإعلام في تحسين اللغة أو الإساءة إليها ".
بدوره تطرق الأمين العام المساعد للمجمع الشاعر محمد عبد السلام منصور إلى ما تعانيه اللغة العربية اليوم من تحديات أهمها أن اللغات الأجنبية صارت هي الجاذبة للإنسان العربي ليصير مثقفاً انجليزياً او فرنسياً او روسياً إن صار كذلك حد تعبيره .
واستعرض عدد من المشاكل التي تهدد اللغة العربية .. محذراً من استمرار التهاون في التعامل مع هذه المشاكل.. مؤكداً أن اللغة هي وعاء ثقافي إنساني .
فيما تناول المحاضران بجامعة صنعاء الدكتورة منى المحاقري والدكتور أحمد غازي في كلمتيهما أهمية اللغة العربية وواقعها والتحديات التي تواجهها وآليات التعامل معها بما يكفل الوصول بها إلى المستويات المأمولة .
سبأ |