ريمان برس - متابعات - أضحك ملء شدقي كلما سمعت تهليلاً لتصريح من بنعمر، أو سفير من سفراء العشر بأن المجتمع الدولي ورعاة المبادرة مع الوحدة اليمنية، ليس لأني لا أصدق الساسة غالباً ولكن لأني متيقن أن العشر والعشرين، والست والستين، لا يملكون هذا القرار وإنما الداخل اليمني.
في حرب 94 طلبت أمريكا وبريطانيا عودة الجيش إلى حدود ما قبل 90 وأرسلت الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي لهذا الغرض، وصرح وزراء خارجية مجلس التعاون المجتمعون في أبها أنه (لا وحدة بالقوة)، ولكن لأن الإرادة الجماهيرية في الداخل، في الشمال والجنوب، كانت مع الوحدة حسمت المعركة لصالح الوحدة، ولم يسع المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي غير التسليم والتعامل مع الوضع القائم وإرادة الداخل.
لم تنتصر الوحدة بالقوة ولكن الجماهيرية هي قوة الوحدة، وضمانة ديمومتها وليس الإرادة الإقليمية، ولا القرارات الأممية، خصوصاً في ظل غياب دولة مركزية قوية، كما هو الحال في اليمن.
اليوم تدخل حضرموت مرحلة الحكم الذاتي الذي يمكن أن يتحول إلى انفصال تام، إذا ما استمرت إدارة الدولة الاتحادية على النحو القائم.
لم تقاوم حضرموت قوات الوحدة في 94، لأنها كانت مع الوحدة، واليوم نحن على مشارف خسارة ثلث اليمن ومخزنها، لأن أبناء حضرموت السلميين المتدينين لا يريدون أن يكون في القيادة الأمنية للمحافظة شخص فقد ذراعه وهو يضع عبوة ناسفة لفندق عدن، يعلمهم شرائع الإسلام الذي نشروه في أقطار الأرض، ولا يريدون تصدير القاعدة إلى مناطقهم وقتل قياداتهم الاجتماعية في النقاط الأمنية.
الآن تبدأ مهمة الحفاظ على حضرموت، والحيلولة دون انفصالها، وأول ما نحتاجه اليوم هو وقف التأجيج الإعلامي، والنفخ في النار المتقدة أصلا.
*اليمن اليوم |