ريمان برس - متابعات - المشكلة الان لم تعد محصورة في فزورة ؛ إقليمين أو ستة ؛ بل تجاوزتها الى " الكعكة المسمومة " التي قدمها المندوب السامي بن عمر لليمنيين بتعبير الصديق خالد الرويشان. الحفرة الكبيرة هي وثيقة الأنابيب المخصبة في معمل مشبوه واجهته جمال بن عمر. وثيقة لإعلاقة باليمن. وثيقة لا تنسف فقط مرجعية المرحلة الانتقالية ؛ المبادرة الخليجية واليتها المزمنة ؛ وانما تسلم اليمن للوصاية الدولية الكاملة عبر الحاكم الأممي جمال بن عمر ؛ الذي تعاطى مع اليمن كبلد مهزوم أمام " الحلفاء " وذهب يستلهم وقاحة " المنتصر " ليقرر مصير اليمن نيابة عن شعبها وكل قواها السياسية وفعالياتها المجتمعية. نخبة الوهم السياسية الحزبية حصروا النقاش في القشور ؛ الإقليمين أم الستة !!؟ ونسوا أو تعمدوا النقاش حول المضمون والتفاصيل التي تتضمنها صيغة الإقليمين أو الستة أو العشرة. قد يكون ذلك تقصيرا وغباءا.
وقد يكون مؤشرا الى " متواطئين " يعلمون منذ صفارة البداية نوع الوثيقة المخبأة في شنطة المبعوث الأممي ؛ ويتنافسون على تعظيم مكاسبهم كنخب محاصصة حزبية تتطلع لتوسيع المحاصصة من الوزارات والوظيفة العامة الى الأقاليم ؛ ضمن سياق المسار الذي تحدده ؛ والذي يظهر على شاكلة خلافات في ليلة ذبح اليمن في دار الرئاسة !! ***
إذا كانت الأمور ستمضي هكذا ؛ لماذا أرهقونا عامين كاملين ؛ كان بن عمر يخرج الوثيقة من جيبه في ديسمبر قبل الماضي في ٢٠١١ ؛ ويجنبونا كل هذه المآسي طوال عامين من اغتيالات وتفجيرات وهبات وخبطات وموتورات وتشظيات ومذهبيات.
وثيقة المندوب السامي بن عمر دليل إدانة كاملة لنخبة سياسية هي والحثالة في قاع واحد. نخبة سياسية تقود اليمن نحو الهاوية بكل احتمالاتها من ؛ التفتت والحرب الأهلية ؛ ومابينهما من موبقات وأهوال.
*** لا خيار للحزب الاشتراكي اليمني الا العودة الى الشعب. الخيار الوحيد هو رفض المسار المنحرف بكافة تفرعاته والعودة الى التهيئة أولاً واستعادة الدولة أولا ؛ وبشراكة حقيقية للاشتراكي وليست هامشية. إذا فعلها الاشتراكي سيسحب البساط من كل المكونات التي ترقص في زفة بن عمر. أما إذا أراد فقط المزاحمة في زفة معدة سلفاً من الأوصياء ومندوبهم فيسخرج خالي الوفاض ..
حتى لو كذبوا عليه مؤقتاً ب " ضمانة " لا زالت في طور الاحتمال بإقرار الإقليمين. حينها لن يجد حتى الإقليم الجنوبي بانتظار مشروعه لإن قوى استذئابية جاهزة ستسبقه الى هناك ؛ وتتناتفه من شق يا طارف ؛ بدايتها القاعدة ؛ ونهايتها الشقيقة المتربصة ؛ وما بينهما مراكز القوى المستذئبة في صنعاء ؛ وبيادق المحاور المخابراتية في الرياض وطهران ولندن !!! مخرج الطوارئ الوحيد لا يمر عبر " الإقليم الجنوبي " ؛ بل عبر أخذ مصلحة اليمن كلها حزمة واحدة كمعيار أساسي للرؤى والمواقف والتوجهات.
*** لم تنفع خطة الاستزاف والإنهاك القاسية طوال عامين ضد الشعب اليمني. لذلك : لطموا اليمن بالعرضي وزبطوها بحضرموت وكتفوها بالحرب الطائفية بصعدة وعمران وخدروها برئيس مشلول ورئيس حكومة بكاء ووزير داخلية سافيء وأحزاب تتسابق في ميدان المحاصصة وأهانوها بنخبة الاحزاب المجوفة ... كل ذلك لكي : يفتحوا ثقباً واسعاً لمرور وثيقة المندوب السامي جمال بن عمر.
- عن براقش |