ريمان برس - متابعات - أعرب الحزب الاشتراكي اليمني عن استيائه الشديد من أسلوب تشكيل لجنة الأقاليم التي أعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي برئاسته منتصف الأسبوع.
وذكرت المصادر أن الحزب انتقد الأسلوب الذي تم فيه تكوين لجنة الاقاليم، لتجاهله في عملية الاختيار لتشكيل هذه اللجنة، وذكر أنه”لم يتم التشاور مع المكونات السياسية المعنية في انتداب ممثليها وعدم وجود توازن في تكوين اللجنة يتناسب ومستوى التوازن الفعلي للقوى التي تقدمت بوجهات نظر أساسية هامة بشأن قضية تكوين الأقاليم’.
ودعا الاشتراكي اليمني في بيان مشترك للمكتب السياسي والأمانة العامة جميع القوى والأحزاب السياسية الفاعلة إلى الاستيعاب الحقيقي للوضع المأزوم القائم في البلاد وبالذات في الجنوب وحذّر من ‘المخاطر التي ستنجم عن أية صيغ ومعالجات غير حصيفة وغير مسئولة للأوضاع الصعبة والمعقدة في الجنوب خاصة والوطن عموما’.
وشدد الاشتراكي اليمني على تمسكه برؤيته حيال حل القضية الجنوبية على قاعدة بناء دولة اتحادية مكونة من إقليمين، إقليم في الجنوب، وإقليم في الشمال على أساس الحدود التي كانت قائمة قبل قيام الوحدة اليمنية، بالاضافة الى تمسكة ببقية القضايا المرتبطة بهذه القضية.
وقال ‘إن في ذلك معالجة واقعية مسؤولة لأزمة الوحدة، وآثار حرب 1994، وتحقيق إمكانية الحفاظ على وحدة الجنوب ووحدة الشمال والوحدة اليمنية عموما’.
إلى ذلك علمت ‘القدس العربي’ من مصادر حزبية أن العديد من شباب الاصلاح وقواعده البارزين تزعموا حركة تمرد على قياداتها لقبولها بما وصفوها عملية (تقزيم) لحزب التجمع اليمني للإصلاح في لجنة تحديد الأقاليم، والتي منح فيها حزب الإصلاح مقعدا واحدا فقط من أصل 22 مقعدا، بينما أعطيت جماعة الحوثي المسلحة 4 مقاعد والحراك الجنوبي 4 مقاعد، ومنح منصبي الرئيس ونائبه في هذه اللجنة لحزب المؤتمر الشعبي العام، كما تم تهميش بقية الأحزاب الرئيسية في البلاد وفي مقدمتها الاشتراكي اليمني والوحدوي الناصري واللذين أعطي كل حزب منهما مقعداً واحداً فقط أيضا.
وأعربت هذه المصادر عن استغرابها من استفراد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بمنصبي رئيس اللجنة ونائبه، فيما تم تهميش الأحزاب الرئيسية في البلاد الموقعة على المبادرة الخليجية في مواجهة حزب المؤتمر، وقالت ‘بدلاً من ممارسة العزل السياسي لبقايا النظام السابق وإعطاء فرص جديدة للأحزاب التي تزعمّت الثورة الشعبية في العام 2011، يتم تهميش هذه الأحزاب وإقصاء دورها في البناء المؤسسي للدولة الجديدة’.
وذكرت أن ‘قواعد حزب الاصلاح وجهت اتهاما مباشراً لقيادات حزبها بالتواطؤ مع الرئيس هادي في (تقزيم) الدور السياسي لحزب الإصلاح في البلاد وأنها لن تقبل بأي تنازل عن مواقع متقدمة في الفترة القادمة، حتى ولو اضطرها الأمر إلى الخروج للشارع من جديد لممارسة الضغط على هادي وعلى قيادة الاصلاح على حد سواء’.
وفي الشأن الأمني، ذكرت العديد من المصادر القبلية أن عشرات القتلى والجرحى لقوا مصرعهم أو أصيبوا في مواجهات مسلحة عنيفة بين أتباع جماعة الحوثي المسلحة ورجال القبائل المسلحين في منطقة أرحب المحاذية للعاصمة صنعاء، اثناء محاولة مقاتلي جماعة الحوثي التمركز في الجبال الاستراتيجية المطلة على العاصمة صنعاء وعلى مطارها الدولي.
وأوضحت أن عناصر جماعة الحوثي المسلحة حاولوا السيطرة على العديد من الجبال الاستراتيجية المطلة على العاصمة صنعاء وفي مقدمتها جبل الشبكة، غير أن رجال قبيلة أرحب تمكنوا أمس من تطهير جبل الشبكة بالكامل بعد معارك ضارية مع مسلحي الحوثي وسقط جراء ذلك نحو 46 مسلحا من جماعة الحوثي بين قتيل وجريح ومقتل 4 آخرين من رجال القبائل وتدمير العديد من عربات مقاتلي جماعة الحوثي.
وقالت المصادر ان الطرفين استخدموا مختلف أنواع الأسلحة في هذه المواجهات بينها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي دارت في منطقة شعب بني سليمان وأن مسلحي الحوثي خارت قواهم واضطروا للفرار من المنطقة إثر المقاومة العنيفة التي قوبلوا بها من قبل رجال القبائل والذين طاردوهم بقوة السلاح حتى أخرجوهم من المنطقة.
موضحة أن مقاتلي جماعة الحوثي تعرضوا لمطارة مستميتة من قبل رجال القبائل المسلحين في أرحب وأن المعارك انتقلت باتجاه منطقة قاع سباح والقرى المحيطة به، وان المعارك لازالت مستمرة في أكثر من منطقة بعد سيطرة رجال القبائل على العديد من الجبال الهامة المطلة على العاصمة صنعاء وعلى مطار صنعاء الدولي على وجه التحديد.
وعلمت ‘القدس العربي’ أن جماعة الحوثي المسلحة استغلت ضعف الدولة وانشغالها بالصراعات السياسية في العاصمة صنعاء فقامت بشن حروب عديدة في أكثر من جبهة في محاولة منها لفرض هيمنتها على العديد من المناطق القبلية وفرض الأمر الواقع عليها، في غياب تام للقوات الحكومية، غير أن رجال القبائل شعروا بالخطر المحدق عليهم من مد التيار الحوثي وتمدده في أكثر من منطقة تحت قوة السلاح فقام رجال القبائل بصدّهم وإيقافهم عن حدّهم ووقف زحفهم العسكري نحو مناطقهم.
القدس
|