عبد الغني اليوسفي - نص تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في معسكر رئاسة الأركان العامة لجيش الدفاع وسط تل أبيب
"إن عملية (الجرف الصامد) مستمرة. ويواصل جيش الدفاع عمله بمنتهى القوة لاستكمال تحقيق أهداف العملية المتمثلة باستعادة الهدوء والأمن لفترة طويلة للمواطنين الإسرائيليين إلى جانب إلحاق ضرر ملحوظ بالبنى التحتية الإرهابية [في قطاع غزة].
وتستكمل قواتنا في هذه الأثناء عملية استهداف وتحييد الأنفاق الإرهابية في قطاع غزة. وقد تم حتى الآن تحييد عشرات الأنفاق مما يضرّ بالمنظومة الإستراتيجية التي كانت حماس قد استثمرت فيها جهوداً هائلة على مدى سنوات. وكانت القدرات التي أعدّت لها حماس من خلال حفر تلك الأنفاق ستتيح لها اختطاف وقتل مدنيين أو جنود كثيرين من جيش الدفاع من خلال شن هجمات متزامنة عبر الأنفاق التي تخترق أراضينا.
وقد حقق جنود جيش الدفاع حتى الآن إنجازات ملحوظة في القتال. إذ هاجمت قواتنا منذ بدء العملية ودمرت الآلاف من الأهداف الإرهابية ومنها مقرات قيادة ومخزونات للقذائف الصاروخية ومعامل لإنتاجها ومناطق لإطلاقها بالإضافة إلى قتل المئات من المخربين وما إليه. ويُظهر جنودنا البطولة الاستثنائية والشجاعة أسوةً بما كان قد تجلّى في بعض المعارك الأرْوَع تأثيراً لجيش الدفاع وفي بعض عملياته الأشد جرأة. ويدور الحديث حالياً عن معركة معقدة تجري في منطقة مبنية فيها أنفاق وقطع أسلحة وذخيرة جديدة ومن خلال الاحتكاك عن كثب بالسكان المدنيين. إنني فخور بجنودنا وقادتنا الذين يعملون بصورة رائعة في هذه المعركة المعقدة. إنهم يقاتلون بإخلاص وعزيمة وانطلاقاً من الشعور بأنهم يحملون رسالة لا أسمى منها.
إنني أشاطر العائلات الثكلى آلامها وأبعث إليها تعازيّ وتعازي الشعب. إنها ضحّت بأغلى ما لديها حيث سقط [أبناؤها] ذوداً عن الدولة والوطن. إن قلبي وقلوب أبناء الشعب أجمعين تتعاطف مع كل واحدة من هذه العائلات حيث أتحادث معها وأقرّ بمعاناتها.
كما أريد أن أشدّ أزر عائلة الملازم هدار غولدين الذي كان قد تم اختطافه أمس. إنني أتفهّم شعور العائلة حيث لمست أقوالها [المطالِبة بعدم الانسحاب من قطاع غزة حتى إعادة الضابط المذكور] قلبي وسوف أحدِّث أفراد العائلة في وقت لاحق من مساء اليوم. إن دولة إسرائيل ستواصل بذل كل جهد مستطاع لإعادة أبنائها المفقودين.
أيها المواطنون الإسرائيليون، إن المناعة التي تُبدونها تتيح لنا جميعاً إدارة المعركة بشكل متروٍ ومسؤول سعياً لتحقيق أهداف العملية. إنني أشكركم على التماسك والوحدة [فيما بينكم] لا سيما في هذا الوقت.
إن التعاون الجاري بيني وبين وزير الدفاع ورئيس الأركان لهو تعاون وثيق يسمح لنا بوضع المخططات الدقيقة للمعركة ثم بتنفيذها بدقة. وكنا قد وعدنا عند انطلاق العملية بأننا سنعيد الهدوء إلى سكان إسرائيل، وسوف نواصل العمل إلى حين تحقيق هذه الغاية مهما اقتضى الأمر من وقت ومن ممارسة القوة.
إن مستوى الدعم العالي في الولايات المتحدة وأوروبا للموقف القاضي بضرورة نزع أسلحة التنظيمات الإرهابية يُعتبر إنجازاً هاماً بالنسبة لدولة إسرائيل، حيث يعزز هذا الدعم مطلبنا بالربط بين إعادة إعمار قطاع غزة وتطويره وبين جعله منطقة خالية من القذائف الصاروخية والأنفاق وغيرها. أرجو إعادة التوضيح أننا لسنا ضد سكان غزة غير الضالعين في الإرهاب، بل بالعكس حيث نتحسّر على أي مدني أصيب عن طريق الخطأ.
إننا نسعى لحشد المجتمع الدولي لدعم هذا الهدف الذي يربط إعادة إعمار غزة بجعلها منزوعة السلاح، لكن العلاقة المميَّزة التي نشأت مع دول المنطقة لا تقلّ عن ذلك أهمية، علماً بأن الأمر قد يفاجئ الكثيرين لكنه لا يفاجئنا، حيث تُعدّ هذه العلاقة رصيداً هاماً بالنسبة لدولة إسرائيل. وسيفسح هذا الواقع عند انتهاء المعارك المجال أمام احتمالات جديدة تتوفر لدينا.
وقد أصبح واضحاً في هذه اللحظة ما يجري هنا: إن حماس تريد لسكان غزة المعاناة والخسائر وذلك من باب تفكيرها بأن العالم سيتهم إسرائيل بالمسؤولية عن معاناتهم. غير أن هناك الكثيرين في العالم ممن يدركون تماماً طبيعة حماس، وهي ذات التنظيم الذي كان- مع دولة قطر- قد تعهد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري ولأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بتحقيق وقف إطلاق النار ثم خدع كليْهما.
إنني أرحب بالتصريح الواضح وغير القابل للتأويل للرئيس الأميركي [باراك] أوباما ولوزير الخارجية [جون] كيري اللذيْن حمَّلا حماس المسؤولية المباشرة عن انتهاك [اتفاق] وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الترحيب بأقوال الرئيس أوباما الليلة الماضية عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها إزاء القذائف الصاروخية والأنفاق [الإرهابية]، علماً بأننا قد سمعنا أصواتاً مماثلة تصدر عن قادة مهمّين آخرين في العالم.
غير أن هناك أيضاً لشديد أسفنا أصواتاً أخرى مختلفة، حيث دعوني أقول لها التالي: إن الإرهاب لا حدود له. إنه يهدد اليوم دولة إسرائيل ثم يهدد غداً دولكم. إننا نقوم بما يجب علينا إزاء العدوان الآثم للتنظيمات الإرهابية الذي يستهدف المدنيين والجنود لدينا، لكن ماذا ستفعلون أنتم؟ هل ستقفون إلى جانب إسرائيل وهي دولة ديمقراطية وأخلاقية تعمل من أجل حماية مواطنيها أم تظلون واقفين موقف المتفرج وتتخذون موقفاً متسامحاً مع تنظيم إرهابي قاتل يستهدف شعبنا ويعامل شعبه بقسوة؟
أيها المواطنون الإسرائيليون، إن جيش الدفاع يعمل- وسيواصل عمله- إلى حين إنجاز مهمتنا. وسيستعدّ جيش الدفاع بعد استكمال العملية ضد الأنفاق لمواصلة عمليتنا طبقاً للاحتياجات الأمنية دون غيرها، وذلك إلى حين تحقيق الهدف المتمثل باستعادة أمنكم، أيها المواطنون".
ملاحظة الصوره للقتلا اسرائلين |