الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الجمعة, 10-أغسطس-2018
ريمان برس -خاص -
..

وضعت ماسأة ( كربلاء) أسس وقواعد لخلاف المسلمين وهي الاسس التي لم تأتي على مزاج بني أمية ولم تلبي رغبات عبيد الله بن زياد ويزيد الذي وإن قيل إنه أستقبل نساء الحسين وآل بيته بعد أن هانهم عبيد الله بن زياد وجنوده في الكوفة ونقلوا إلى دمشق كأسرى بعد أن جردوا من كل امتعتهم فقيل أن يزيد استقبلهم وكرمهم ومنحهم العطايا واعادهم إلى المدينة معززين مكرمين غير أن يزيد وحاشيته وأسرة بني أمية لم يغضبوا للجريمة ولم يعاقب يزيد قتلة الحسين وآل بيته بل لم يقرر حتى معاتبته ناهيكم عن عزله وهذا يعني أن الفكرة التي كانت لدى عبيد الله بن زياد هي ذاتها فكرة يزيد وبني أمية بل ذهب رموز بني أميه إلى التأكيد جهرا بأن قتل الحسين وآل بيته هو ثارا لمقتل عثمان وهكذا كان الأمر أيضا في ذهنية بني أمية وأتباعهم ..!!
إذا مقتل الحسين كان ثارا لمقتل عثمان بل وابعد من هذا ذهب بعض رموز بني أمية إلا اعتبار جريمة كربلإء ثارا لمقتل عثمان وثارا لقتلى ( بدر) التي قتل فيها عددا من رموز بني أمية من المشركين وهي أولى حروب المسلمين مع مشركي قريش وبهذا جاهر العديد من وجهاء بني أمية بهذا ..؟!
كان منطق بني أمية في توصيف دوافع الجريمة أكثر من غريب ومريب ..فهم من ناحية اعتبروا جريمتهم ثارا لعثمان وعثمان هو خليفة المسلمين ولم يكن مجرد فرد من بني أمية وأن كان كذلك قبل أن يصبح واحدا من أهم صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم وزوج لاثنتين من بنات النبي وهو من جهز جيش المسلمين وهو من لقب بذي النورين ..؟!
إذا كيف تثأر بني أمية لرجل تجاوز إنتمائه العشيرة والقبلية والعصبية الجاهلية وأصبح خليفة المسلمين واحد المبشرين بالجنة ..إذ أن قول بني أمية او تبرير جريمة كربلاء على إنها ثارا لمقتل الخليفة عثمان وبالتالي تجريد الصراع من دوافعه السياسية هو قول يدين بني أمية ويسفه مواقفهم وتاريخهم وفي هذا القول ما يدين بني أمية ويجردهم من كل القيم بما فيها الأخلاقية والأعراف والتقاليد العربية حتى في سياقها العصبوي والقبلي بما في ذلك قيم وأعراف وأخلاقيات ( الجاهلية)..!!
ثم القول أيضا بأنها جاءت إنتقاما لقتلى بني أمية في ( بدر) وفي هذا القول ما يجرد بني أمية من ( الدين) الذي تظاهروا بالدخول فيه رغبة في السلطة والتسلط والاستبداد وهذا السلوك الذي سلكته بني أمية يدل على أن هؤلاء القوم لم يعرفوا الدين ولم يسلموا فما بالكم بالإيمان الذي لم يعرفوه ولم يدخل قلوبهم مطلقا وبشهادة سلوكهم وتعاملهم مع المسلمين ..!!
بل يحسب لبني أمية أنهم اساؤا للدين ولقيمه واخلاقياته بل وانحرفوا بقيم ورساله الدين الإسلامي وسنة رسوله الخاتم عليه الصلاة والسلام ..بل أن القول بالانحراف قليلا بقدر ما عملوا على استبدال قيم وأخلاقيات الدين وسنة الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام ..استبدلوا كل هذا باعادة إحياء تراث وقيم وثقافة الجاهلية وعصبيتها واعرافها على حساب دين الله وشريعته وعلى حساب سنة رسوله المصطفى ..!!
في مقابل مجون وانحراف بني أمية كان هناك فهم خاطئ تبناه بني هاشم الذين لم يكونوا منزهين من الأخطاء بل واجهوا بني أمية بذات المنطق التعصبي القائل بأحقيتهم في خلافة رسول الله وأن الخلافة حق شرعي وديني لهم حصريا ويأمر الله وما أنزله على رسوله وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أوصى بهدا استنادا لقوله صل الله عليه وسلم ( من كنت مولاه فإن علي مولاه ..أنا من علي وعلي مني)وهذا قول صحيح لا شائبة فيه لكنه لا يعني ماذهب إليه بني هاشم لاحقا في مواجهة خصومهم من بني أمية وعامة المسلمين ..؟!!
إذ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال الكثير في الكثير من صحابته بدءا بأبي ذر مرورا بأبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ابن عوف. وسلمان الفارسي وآخرين كثر من صحابة رسول الله قال فيهم الرسول المصطفى الكثير من الأقوال المعبرة عن حبه لهؤلاء الصحابة والمكانة التي احتلوها في قلب المصطفى وما قاله ويقوله رسول الله بحق صحابته هو  تكريم عظيم من المصطفى لهؤلاء الصحابة  لكن هذا التكريم الاعتباري يتصل بشخصية هؤلاء وتفانيهم في طاعة الله ورسوله وفي خدمه دينهم وجهادهم في سبيل انتصار رأيته أليس رسول الله هو القائل ( أنا من الأنصار والأنصار مني ) والقائل ( سلمان منا أهل البيت ) ..؟!
ألم يقل عليه الصلاة والسلام ل( عمار بن ياسر _ ستقتلك الفئة الباغية ) وقد صدق رسول الله عليه صلاة الله وسلامه في كل أقواله وما هو غير الصادق الأمين لكنه عليه الصلاة والسلام لم يولي أحدا من بعده وهو يستعد لمقابلة ربه ..لم يقول فلانا سيخلفني ..ولم يقل فلانا سيصلي بكم بعدي ..ولم يقل اختاروا فلانا ليدير شئونكم  بعد وفاتي وهو القادر أن يقول وأن يكلف من يريد وأمره مطاع فهوا رسول الله ولا ينطق عن الهوى لكنه عليه صلاة الله وسلامه لم يقل شيئا في هذا بل قال سبحانه وتعالى مخاطبا المسلمين ( وأمرهم شورى بينهم ) وقال سبحانه ( ما كان محمدا أبا أحدا من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئين ) صدق الله العظيم ..
والملاحظ أنه في سياق الفعل ورد الفعل بين بني أمية وبني هاشم في معركة الصراع على السلطة سعى بني أمية إلى تجريد هذا الصراع من دوافعه السياسية باعتباره صراعا بين سلطة مستبدة يمثلها بني أمية وبين معارضة أخذت تجسد في مسارها مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إعمالا لقوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون..) صدق الله العظيم ..وتكلم كانت قاعدة إنطلاق الإمام علي بن أبي طالب رضي الله وكرم الله وجهه ولم يكن الإمام علي إلا مؤمنا تشرب قيم دينه ونهج منهج رسوله بغض النظر عن النوازع الدنيوية التي أجبر على التعاطي بها آملا في درء الفتن بين المسلمين بعد وفاة الرسول ولهذا نرى أن الإمام علي بائع ثلاثة خلفاء هم أبو بكر وعمر وعثمان ولم يسعى للخلافة أو اعتبرها حقا حصريا مقدسا او جزءا من العقيدة الإيمانية كما سنرى لاحقا من بعض من زعموا تشيعهم للإمام علي نكاية ببني أمية ليس إلا ..؟!!
الخلاصة أن واقعة او جريمة كربلاء جاءت بما لا يشتهي طغاة بني أمية الذين سيتحملون وزر ما حل بالإسلام والمسلمين إلى قيام الساعة ..!!
ففي كربلاء انشطر المسلمين عقيدة وشريعة ومنهاجاولدوافع وأهداف وغايات سياسية ذات صلة بالحاكميه والسلطة والتسلط والاستبداد ..فبعد كربلاء حضرت الدنياء بملذاتها على حساب الدين وقيمه وثقافته وسنة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)