ريمان برس - خاص -
ثمة تساؤلات يجب طرحها ويجب الإجابة عليها بحيادية ومسئولية وطنية وتاريخية ..تساؤلات تتصل بتعز وبإمكانية إحقاق السلام فيها وتحقيق التقارب بين مكوناتها وتطبيع العلاقة الاجتماعية والشراكة بين أبنائها ..إذ أن الحديث في هذه الجوانب يثير حفيظة البعض فيما هناك من يفقد صوابه إدا ما سمع حديثا يدور حول إمكانية تحقيق السلام بين أبناء تعز ..وتجد هؤلاء مرابطين على ضفتي تعز ويكاد يكون صوت هؤلاء هو المدوي بين أوساط أبناء تعز في ( الحوبان ) وفي ( شارع جمال ) على حد سواء ..؟!!
والملفت أن كل صوت يرتفع مطالبا أو داعيا أبناء تعز للسلام والمصالحة والحوار وتطبيع العلاقة المجتمعية فيما بينهم ..نجد أصوات كثيرة بالمقابل ترتفع مناهضة له وللأسف من أبناء تعز أو المحسوبين عليها ومن ضفتي تعز ..ونجد داعي السلام أو المطالب بتحقيق السلام المجتمعي في تعز يتعرض لحملة إنتقادات ممنهجة ومنظمة ومتناغمة ومن كل أطراف الصراع أو المحسوبين على أطراف الصراع ..ويصبح داعي السلام بنظر البعض في تعز _ شارع جمال _ هو ( شيعي _رافضي _ مجوسي_ فارسي. _ ومع العدوان الحوثي ) ..؟!!
فيما هو بنظر البعض في تعز ( الحوبان) هو ( صهيوني _ بريطاني _ عميل _ مرتزق _ وخائن _ ومع العدوان ) ..؟!!
شخصيا لا أعتب ولا أغضب ولا استفز من طروحات هؤلاء وخطابهم الإقصائي والانعزالي لإدراكي لحقيقة دوافعهم ومعرفتي بالأسباب التي جعلتهم يتخذون مثل هذه المواقف المتطرفة ..لكنني فعلا أرثي لحالهم وأمقت الضروف التي أوصلتهم إلى هذا المستوى المنحدر من التفكير والسلوك ..؟!!
يقول الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونج مشخصا مثل هذه الظواهر ( أن التطرف والتعصب لليسار هو بداية الولوج نحو اليمين )..؟!
وإذا كانت الأفكار تحمل في ذاتها بذور فنائها فأن ( التعصب والتطرف ) لفكرة ماء ..لظاهرة ماء ..يكونان هما العدوا الرئيسي والأول لمن يضنان أو يتوهمان إنهم يدافعون عنه ..؟!
في تعز نشاهد ونتابع فريقين من المتعصبين حد التطرف ..لكن علينا أن ندرك أن هذا التطرف والتعصب لاينم عن غيرة برئية ولا عن صدق مشاعر بل يعكس عوامل نفسية مركبة أبرزها عقدة الشعور بالنقص لدى هؤلاء الذين نصبوا من أنفسهم نافخي كير بدوافع إنتهازية ونفاق مخادع وهم بسلوكهم هذا يسيئون إلى من ينتسبون إليهم ويشوهون مواقفهم بدليل أن جوقة نافخي الكير في ( الحوبان) الذين ما أن يسمعوا بمحاولة أو مساعي للسلام حتى ينبروا باتهام من يسعون أو يحاولون تحقيق سلام مجتمعي أو يسعون لذلك فيجدون أنفسهم عرضة لهجوم من جوقة المنافقين والانتهازيين الذين يكيلون التهم الجزافية ضد دعاة السلام وتطبيع العلاقات المجتمعية في المحافظة وأقل تهمة توجه لهم ( خيانة دماء الشهداء _ وخيانة المسيرة القرآنية _ وخيانة الوطن والعمالة للصهاينة والأمريكان والبريطانيبن ولدول العدوان )؟؟!!
هذا الخطاب الممجوج لا يضاهية إلا خطاب تيار أخر من. بعض مرابطي شارع جمال أو من. بعض من يطلقون على أنفسهم ( مقاومة وشرعية ) وهم معروفين بهويتهم وانتمائهم وهؤلاء يزعجهم حد الهيستيريا أي دعوة للسلام والحوار بل وصلت وقاحة هؤلاء _ مثلا _ أن من يغادر صنعاء إلى مناطقهم _ مثلا _ يستقبل من قبلهم بردح وتشهير وتهكم وسخرية وحملات إعلامية تشن في المواقع والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي عن ( الحوثي الوافد إليهم والجاسوس للروافض والمجوس) ؟!!
ويستنكرون مواقف قادتهم أن هم استقبلوا أمثال هؤلاء الذين يجب محاكمتهم وعدم تصديقهم ..؟!!
ولعمري أن أمثال هؤلاء هم الخطر الحقيقي على الأطراف الذين ينتسبون إليهم لأن خطاب التطرف والحقد وثقافة إلغاء الأخر لا تأتي من الأسوياء الصادقين الذين يحملون فكرا ومشروعا وقضية بل مثل هذا الخطاب يأتي من قبل ناس مسكونين بكل قيم الانتهازية والأنانية المفرطة والنفاق ..بشر يعانون من عقدة الشعور بالنقص ويشعرون أن كل قادم إليهم سيقلص من حظورهم أو أن كل دعوة للحوار يلتقي عليها الجميع سيؤدي لفقدان الصغار مكانتهم التي حصلوا عليها بغياب الكبار ..؟!!
هؤلاء تجاهلوا قول الله سبحانه وتعالى القائل ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما _ وقوله تعالى _ وجادلهم بالتي هي أحسن فأن الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )..صدق الله العظيم ..
أن السلام والحوار والعيش المشترك مفاهيم تجسد قيم وأخلاقيات ديننا الإسلامي الحنيف وتعبر عن أخلاقيات رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام القائل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) والذي اذهل أعدائه يوم فتح مكة وهو في أوج قوته ولم يثأر ممن اساوا إليه وحاربوه ونكلوا بأصحابه وبمن أتبعه بل قال لهم بكل حب ( أذهبوا فأنتم الطلقاء ) أن الله محبة والدين محبة والوطن محبة وتعايش مشترك والكبير كبير بإخلاقه وليس باحقادة ومن ضحى وقدم الشهداء من أجل تعز والوطن ودفاعا عن كرامتهما وسيادتهما له أجره عند ربه ومكانته في وجدان وذاكرة المجتمع والوطن ومن فعل ذلك من أجل الشهرة والوجاهة والتحكم برقاب الناس فلن ينال ما يتمناه ..ومن سيمن على الناس بتضحياته عليه أن يكف عن هذا لأن الشعب والوطن هما أكبر من كل التضحيات ومن يريد مقابل من الوطن والشعب لقاء ما مواقفه أو تضحياته هو اسوأ من كل مرتزقة الدنياء ..؟!
وختاما كونوا على ثقة بأن ( الطبول ) المرجفة لا تحدث سواء الضجيج ..!! |