الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الجمعة, 30-أكتوبر-2020
ريمان برس_ خاص -

كتب _ طه العامري
مشهد محمدي غير مسبوق شهدته محافظة تعز عصر أمس الخميس احتفاءا بذكرى المولد النبوي العظيم ؛ وفي مواكب بشرية هادرة تقاطر أبناء محافظة تعز من كل المديريات الحرة الى ساحة الاحتفال على طريق المطار يحملون في مشاعرهم ووجدانهم كل قيم الوفاء والحب والولاء لخاتم الأنبياء النبي العربي محمد بن عبد الله صل الله عليه وعلى آله وسلم ..فشكلت الجماهير المحتشدة لوحة أسطورية عبرت عن وفاء أبناء محافظة تعز لسيد الخلق وأمام الأنبياء والمرسلين من بعثه الله هادئا ومبشرا ونذيرا وداعيا بأذنه وسراجا منيرا .. فكان جمعا محمديا متميزا عكس حقيقة الهوية الإيمانية لأبناء المحافظة التي عرفت بانها حاضنة الصوفية وكهف المتصوفين منذ وطأة قدم الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه ورسوله كرسول رسول الله لأهل اليمن الذين أتبعوه ودخلوا في دين الله أفواجا فقال فيهم الرسول الكريم أنهم ( أرق قلوبا وألين أفئدة ) صدق رسول الله في وصفه الشعب اليمني الذي لم يحيد يوما عن طريق رسوله الكريم ولا عن قيمه واخلاقياته ؛ ولتعز خاصة علاقة وطيدة بذكرى مولده صلوات الله وسلامه عليه فقد دأب أبناء هذه المحافظة على إحياء ذكرى المولد كل عام بصورة جماعية أو فردية ومع التحولات الجديدة التي شهدتها البلاد والتي منحت الذكرى صفة ورعاية رسمية لم يخفي أبناء تعز فرحتهم وارتياحهم بهذا التحول لينطلقوا ممجدين سيد الخلق ورسول البشرية وتحولت ذكرى مولده صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى مناسبة تستعد لها تعز وأبنائها قبل حلول ميعادها بكثير من الاستعداد والتجهيزات وتتحول المحافظة بكل مكوناتها وسلطاتها وأجهزتها إلى خلية نحل استعداد ليوم المولد وأي مولد إنه مولد محمد رسول الله وسيد الخلق وبقدر عظمته في وجدان أبناء تعز تأتي احتفاليته بصورة تليق بعظمة صاحبها ومكانته في قلوب المحتفلين به .
بيد أن ما شهدته محافظة تعز يوم أمس كان بمثابة طوفان بشري فاق توقعات الجميع ورغم أني تابعت الاستعداد لهذا الحدث العظيم غير أن ما حدث عصر أمس كان فوق التوقعات ومع ذلك لم يكن غريبا على أبناء تعز الذي يحييون ذكرى المولد منذ عصور موغلة لتأتي دعوة الاحتفالية رسميا لتعطي أبناء المحافظة عوامل الاندفاع والحماس للاحتفاء بعد أن كانوا يقومون بها ويحتفلون بالذكرى المحمدية بصورة فردية أو بجماعات محدودة وهذا ما أعطى الذكرى هذا العام زخما حيث هب أبناء تعز إلى ساحة الاحتفالية بحماس وابتهاج وبقلوب عامرة بحب رسول الله ورغبة وجدانية متقدة بأحياء الذكرى رغم كل الظروف التي تعيشها المحافظة ويعيشها أبنائها جراء الحرب والعدوان والحصار وانقطاع مصادر الرزق لكن كل هذه المعوقات سقطت أمام رغبة أبناء تعز في الاحتفاء والانتصار لرسول الله ..
أن هذا الحضور وهذا الزخم الذي تميزت به تعز في حفاوتها بمولد الرسول الأعظم حدثا له تبعاته فتعز بعد هذا الحدث العظيم ليست كما قبله وهذا ما يجب أن يستوعبه الجميع ويعمل به ومن أجله الجميع سواء تعلق الأمر بالسلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية أو ببقية أجهزة الدولة ومؤسساتها لان ثمة انطلاقة جديدة تنتظرها محافظة تعز وهذا ما أشار إليه الأخ محافظ المحافظة المجاهد سليم مغلس في كلمته أمام الحشد الجماهيري وهو ما يفترض أن يكون فهذا الحشد يمثل بداية لمرحلة جديدة وانطلاقة جديدة للمحافظة بكل مكوناتها باتجاه تعزيز وترجمة هذا الزخم من خلال التفاعل في الحشد ورفد الجبهات والتلاحم المجتمعي ونبذ خطاب الكيد والتنابز حتى تبدو تعز بمواقفها منسجمة ومتماهية مع ما عبرت عنه خلال احتفائها بمولد الرسول الكريم عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام ولتكن الانطلاقة التالية للمولد انطلاقة جهاد وتفاني وإيثار وتضحية وزهد وتنمية وتعمير وعلى مختلف الجبهات يجب أن يترجم هذا الحشود الجماهيري إلى مواقف عملية وسلوكيات راقية تجسد عمق تلاحم أبناء تعز مع المسيرة القرانية وقيمها واخلاقياتها ويكونوا في كل مواقفهم وسلوكياتهم صدى يعكسون أهداف وتطلعات المسيرة المحمدية ويتحلون بكل مبادئها وقيمها ساعين الى تحقيق كل أهدافها في تكريس كل القيم الجميلة التي تعبر عن حقيقة واصالة تعز وابنائها وانتمائهم المحمدي الراسخ في الوجدان والذاكرة .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)