ريمان برس - خاص -
عرفته في بداية تعينه من قبل محافظ المحافظة _ حينها _ الأستاذ سليم مغلس كمديرا لمكتب الصناعة والتجارة في المحافظة ضمن عملية تأسيس شاملة قام بها الأستاذ سليم مغلس يؤمها لترتيب هيكل المحافظة ومكاتبها التنفيذية وقد بدا الأستاذ سليم من الصفر في تأسيس مكونات المحافظة وترتيب وتنظيم شؤنها وبما يلبي تطلعات وطموحات مواطني المحافظة الخاضعين لسلطة الإنقاذ الوطني في صنعاء ..
بدوره مدير مكتب التجارة والصناعة كان عليه أن يبدا مسيرته المهنية في تنظيم شئون المكتب وإعادة هيكلته وتحديد صلاحياته واختصاصه وإعادة ربط المستهدفين من نشاط المكتب بدور ومهام ورسالة المكتب خاصة والمدير السابق الأخ حسام الفاتش لم يتمكن من استكمال أنشطة ومهام المكتب باستثناء بعض المكونات الأساسية رغم الجهود التي بذلها السلف في هذا الجانب .. غير أن الثقة التي منحها المحافظ للأستاذ عبد الهادي ردمان الحميري في تحمل المسئولية وتفعيل أداء ومهام ورسالة مكتب الصناعة والتجارة كانت ثقة أحسب أن الأخ عبد الهادي قد تحملها لسببين : الأول لدوافع وطنية صادقة ورغبة في تفعيل أداء هذا المرفق وعلى أسس مهنية وإدارية تواكب متطلبات المرحلة وحاجتها .. السبب الاخر هو رغبة الرجل في أن يكون فعلا محل ثقة المحافظ ورغبة في إنجاح مهمته في إدارة شئون المحافظة خاصة والمحافظ بدأ فعلا بتأسيس محافظة من العدم من حيث إيجاد المقر الرسمي ومتطلباته وتفعيل المكاتب التنفيذية وتنظيم أنشطتها والبدء في خطة تنموية شاملة طالت مختلف الجوانب التنموية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والخدماتية وبما يسهل حياة المواطن ويحقق له قدرا من الاستقرار المعنوي في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها المحافظة والوطن بكامله جراء العدوان والحصار والتعقيدات المركبة ..
تحمل مدير مكتب الصناعة والتجارة الأستاذ عبد الهادي ردمان الحميري المهمة بجدية ومصداقية وتفاؤل وثقة باديا في هيكلة الإدارات المتخصصة الداخلية ثم بربط العلاقة النظامية بين المكتب بكل أدارته واقسامه بالجانب المستهدف والمكون من رجال المال والاعمال والصناعة وأرباب المحلات التجارية ومسوقي السلع الغذائية بشقيه _ الجملة والتجزيئة _ والمواطن المستهلك المحتاج للحماية من حيث جودة المنتج والالتزام بالمواصفات والمقائيس لكل السلع الاستهلاكية المرتبطة بحاجة المواطن اليومية وكذا ضبط ومراقبة أسعارها وأوزانها وما يتطلب ذلك من حملات تفتيش ومراقبة ومتابعة ومزول ميداني إضافة إلى متابعة المنافذ وأيضا الحيلولة دون الاستغلال والاحتكار والمضاربة بالأسعار ..
اثناء تعينه واجه الأستاذ عبد الهادي ردمان حملة مضادة باعتبار إنه جاء من خارج الترويكا ولأنه رجل اعمال إلى أخر المعزوفة لكن اثبت الرجل إنه مؤهل وقادر واستطاع أن يجذر أداء المكتب واستعادة العلاقة بين المكتب والجهات المستهدفة وخاصة رجال الاعمال الذين وجدوا أمامهم شخصية قيادية وأداريه ناجحة ورغم شحة الإمكانيات وتقريبا انعدام الميزانية التشغيلية فقد ذهب الرجل يمول نشاطه من أمواله الخاصة وعمل على منع العمولات ( والرشاوي والمكافئات ) التي كان البعض قد استأسدها واعتاد عليها المستهدفون من رجال الاعمال والتجار لكن ( ردمان ) حارب هذه الظاهرة بقوة ونجح إلى حد كبير في الحد منها فعلا ؛ ناهيكم عن مهمة ضبط حركة الأسواق ومراقبة اوزانها واسعارها لمجمل السلع الاستهلاكية والغذائية وكذا جودتها وحقق في هذا الجانب نجاحا مشهودا وتحولا يعرفه الجميع وعمل على حماية المواطن المستهلك من الغش في جودة السلع ومن الغش في الميزان والتلاعب بالأسعار وقد رافقته شخصيا خلال زيارتي للمحافظة أواخر العام الماضي في الكثير من حملاته لأصحاب الافران الذين الزمهم بالبيع بالكيلو وبسعر محدد وهذا النجاح دفع المحافظ ليلقي عليه مهمة أخرى هي توزيع ومراقبة سلعة ( الغاز ) المنزلي وهي المهمة التي وضعت الرجل أمام تحدي أكثر اتساعا واكثر تعددا لجوانبه حيث بدأ البعض وفي أكثر من جهة في المحافظة يحيكون للرجل الافخاخ ومع ذلك واصل مهمته دون كلل باذلا كل جهده وطاقاته في سبيل نجاحه ونجاح المكتب بكوادره الذين عمل على انتقائهم بعناية ناهيكم أن الرجل كان يعمل ميدانيا ويتحرك في كل الاتجاهات وغالبية وقته يقضي في عمله الميداني ولم يكن المكتب يحتويه إلا لبعض الوقت لقضاء حاجة الناس وتخليص معاملاتهم ..عمل على اتلاف كميات هائلة من المواد الغذائية الفاسدة والمنتهية الصلاحية والغير مطابقة للجودة والمواصفات وحرر الكثير من المخالفات وكل مخالفة وثقت ومنح صاحبها ( سندا رسميا ) بقيمة المخالفة ويعمل على توريدها للجهة المختصة أولا بأول دون استقطاع ولو نسبة من هذه العوائد فيما كان ينفق على تحركاته وعلى تحركات موظفيه من ماله الخاص واضعا نصب عينه النجاح ودعم واسناد الأخ المحافظ سليم مغلس ..
ما لفت نظري ودفعني لهذه التناولة هو إبلاغي من أحد الزملاء بأن الأخ عبد الهادي ردمان قدم استقالته للأخ القائم بأعمال المحافظ مشفوعة بطلبه لجنة جرد واستلام المكتب بكل ما يتعلق فيه ؟!!
لم نتمكن ولم يتمكن حتى زميلي الذي ابلغني معرفة الأسباب والدوافع للاستقالة بل اكد لي زميلي أن الاستقالة _ غير مسببة _ ولم يعرف دوافعها أو أسبابها والضروف المتعلقة فيها ؛ أثق بنزاهة وإخلاص ومصداقية الرجل لكني مدفوعا بشغف لمعرفة دوافع وأسباب الاستقالة .. وهذا ما سأتناوله يوم غدا بأذن الله لعلي أتمكن من استشراف وأن بعض من دوافع وأسباب الاستقالة التي تمثل خسارة لمكتب الصناعة وللمحافظة وهدرا لجهد كبير بذله الرجل حتى استقام المكتب في تأدية رسالته |