ريمان برس - خاص -
هناك فرق بين ان تخاصم طرف شجاع وذو قيم ومبادئ واخلاقيات وان تجد نفسك امام خصم او خصوم ضعفاء وجبناء وحقراء وانذال وبلا قيم او اخلاقيات حضارية وإنسانية، خصوم شعارهم( الغاية تبرر الوسيلة)، قديما في زمن الحروب التقليدية التي كان فيها سلاح المتحاربين السيف والرمح كان الجبناء إذا شعروا بقوة الفارس الذي ينازلهم يكشفون له عن عوراتهم ويظهرون مؤخراتهم حتى يتراجع من ينازلهم ويدعهم يهربوا من ساحة المعركة.. اعتقد ان هذا ما يفعله اليوم الاتحاد الاوروبي وامريكا والناتو امام روسيا الاتحادية من ناحية كي ينجوا بأنفسهم ثم وعلى طريقة ( عماره الزيادي) في قصة _ عنتر بن شداد الاسطورية _ يذهبون للكيد وافتعال الدسائس المتمثلة حديثا بعقوبات الاتحاد الاوروبي وأمريكا التي اتخذت ضد روسيا الاتحادية وهي عقوبات غير شرعية وغير قانونية وغير اخلاقية ومجردة من كل القيم الحضارية والإنسانية وتعكس مدى دناءة وحقارة وعنصرية وسفالة من اتخذ مثل هذه العقوبات ومثلهم من ساير اصحاب هذه العقوبات ونافقهم وفقد شجاعته وسيادته واستقلال قراره بمعارضة هذه العقوبات خوفا من امريكا التي بنظرهم ووفق معطيات راهن الحال ليست مجرد دولة عظمى بل إلاه يعبد يأمر فيطاع ويطلب فيلبى طلبه دون اعتراض او تردد ويبدوا هذا واضحا في موقف اعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة وما حدث في مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة وخاصة خلال إلقاء وزير الخارجية الروسي السيد سيرجي لافروف والتي القاها عبر الفيديو لعدم قدرة الامم المتحدة بتسهيل مهمة سفره للمجلس بعد فرض الحضر الجوي على حركة الطيران الروسي.. وما ان بداء الرجل بالقاء كلمته حتى غادر غالبية اعضاء المجلس ليعتصموا في صالة المجلس تضامنا مع اوكرانيا في سابقة غير معهودة في تاريخ المجلس وتاريخ الامم المتحدة، ولماذا كل هذه الحركات؟ بناء على طلب امريكي وقد بلغ الاعضاء مسبقا بضرورة القيام بهذه الحركة حتى تقول أمريكا ان روسيا دولة معزولة بقدرة امريكا..؟!!
كثيرون قطعا قد لا يدركون خلفيات ودوافع الأزمة الروسية _ الأوكرانية، ومدى صبر روسيا الاتحادية على النظام الفاشي والنازي في اوكرانيا الذي خطف اوكرانيا منذ العام 2014م لكن كان قبل ذلك قد وضعت واشنطن ركائزها في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة بدء مز اغراقها بالفساد وتأهيل رموز وجاهية وسياسية وطبقة سياسية فاسدة فزادت امريكا من فسادها حتى اغرقتها ثم راحت تملي شروطها على النخبة الفاسدة التي سلمت كل مقاليد الجمهورية للمخابرات الامريكية التي أختارت ألد اعداء روسيا الاتحادية ووضعتهم في المناصب السيادية ثم راحت توجههم وتتحكم بقراراتهم وتملي عليهم ما يجب ان يقوموا به وما يجب ان لا يقوموا به فيما كانت روسيا الاتحادية تعيد لملمة ذاتها وتعيد بناء مؤسساتها وقدراتها دون ان تغفل ما يجري في جغرافية جارتها الأقرب.. في أوكرانيا اعادت أمريكا والغرب أحياء النزعات القديمة واختارت احفاد خونة الاتحادالسوفييتي الذين ابائهم واجدادهم خانوا وطنهم خلال كل الحروب التي خاضتها روسيا القيصرية اولا ومن ثم الاتحاد السوفييتي بعد قيام ثورة اكتوبر وخلال 1917م وخلال الحرب العالمية الثانية كان اباء واجداد هذه الطبقة التي تحكم أوكرانيا منذ العام 1997م بمثابة طابور خامس للنازية الالمانية وقاتلوا مع النازيين ضد وطنهم..؟!
امريكا وبريطانيا ومع انهيار الاتحاد السوفييتي هرولوا نحو جمهوريتين هما اوكرانيا وجورجيا ليجعلوا منهما جغرافية استهداف روسيا غير ان اوكرانيا حضيت باهتمام امريكي لافت وقد تولي الرئيس الامريكي الحالي ( بايدن) مهمة هندسة نظام اوكرانيا مع نخبة من المستشارين الامريكيين وضباط المخابرات المركزية الامريكية وكما وصلت دناءة الغرب اليوم بطرد طلاب روسيا من الجامعات والمدارس الاوروبية ومحاربة كل ما ينتمي لروسيا لاعبا كان او إعلاميا فردا او مؤسسة بل ومقاطعة الفنانين الروس وحذف اغانيهم من شبكات التواصل الاجتماعي وطالت العقوبات الغربية _ الأمريكية الحمقى كل ما يمت لروسيا بصلة وناقص ان يقطعوا الهواء على روسيا لو امكنهم فعل ذلك، اقدم نظام كييف قبل هذه العقوبات بسنوات بتحريم اللغة الروسية على الناطقين بها في جزيرة القرم وأقليم الدونباس وحين قاوم الشعب الاوكراني الناطق بالروسية هذه الاجراءات الفاشية والنازية حدثت مجزرة الدونباس عام 2012/2014م وذهب ضحيتها اكثر من 16 الف غالبيتهم من النساء والاطفال والشيوخ ليحمل شباب الاقليم على اثرها السلاح..
يتبع |