ريمان برس - خاص -
( الاهداء إلى صاحبي "د . أبو زيد ")
من مساوىء النظام السابق - والتي ربما ما زالت محسوبة عليه الى اليوم - أنه لم يشجع القطاع الخاص ممثلا بالتجار ورجال المال والأعمال ورؤوس الاموال المحليين على الاستثمار داخل الوطن..
كما أنه أيضا لم يسمح أو يتيح المجال أمام أي من المستثمرين و أصحاب رؤوس الأموال عربية كانت أو أجنبية ؛ رغم كل ما كان يظهره في دعواته المعلنة والمتكررة وخلال مختلف المؤتمرات السنوية للاستثمار التي كان يقيمها أو على الاقل يشارك فيها !!.
بل على العكس .. كان يبذل كل جهده في محاربة المستثمرين ؛ إلى درجة انه جعل اليمن كلها بيئة طاردة للاستثمار.. وكان قادة الدولة أنفسهم هم المسؤولون الحكوميون وهم أيضا التجار ولا يخفون رغبتهم بأن يكونوا شركاء أي مستثمر جديد؛ حتى يرحل أو يعلن افلاسه غير مأسوف عليه!! ..
لهذا لم يفعلوا قانون الاستثمار.. ولم يوفروا الاجواء والمناخات المناسبة أمام رؤوس الاموال و المستثمرين .. وكذلك لم يقدموا أبسط التسهيلات والضمانات اللازمة والمطلوبة للعملية الاستثمارية بشكل عام.
وبرغم أن السنوات الماضية التي حكموا فيها ؛ طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن ؛ كانت فريدة.. وربما لن تتكرر مقارنة بجملة التحديات الداخلية والخارجية الماثلة اليوم ..
الا أنهم - للأسف الشديد - لم يستغلوها ولم يوظفوا كل تلك الامكانات التي كانت متاحة بين أيديهم -حينذاك - في البناء والتنمية الشاملة .. والعمل على النهوض بالوطن وازدهاره ورخائه..
هكذا كان عتاولة ورموز النظام السابق .. شغلهم الشاغل هو استغلال خيرات وثروات الوطن ونهبها إلى جيوبهم الخاصة.. أو ايداعها في أرصدتهم بالبنوك العالمية .. أو تشغيل مشاريعهم واستثماراتهم بها في الخارج طبعا..
باختصار.. كانوا وهم حكام في أعلى مراتب ومناصب المسؤولية .. بمثابة عصابة لصوص ونهابة كبيرة ؛ لا يمثل وجودها في السلطة والوطن ككل سوى فرصة لجمع أكبر قدر من الاموال والثروات..
وكان معظمهم يدركون جيدا.. أنهم ذات يوم راحلون عن السلطة .. ولهذا فقد كرسوا كل جهدهم ووقتهم لتجميع الاموال والثروات فقط ..وهذا لا خلاف حوله !! .
لكن.. كان المستغرب فعلا - ومن زمان - هو محاربتهم للاستثمار في الداخل .. بل وقيامهم بالاستثمار خارج الوطن.. وكأنهم فقط كانوا يعدون العدة للمغادرة هم وأبناؤهم !! ..
وهذا ما اتضح مؤخرا .. حين أنتزعت السلطة منهم.. ووقفوا أمام أول تحد.. كان يمكن في أسوأ الاحوال أن يقودهم لمحاكمة عادلة او يمروا فقط مرور الكرام على كشف اقرار الذمة المالية وبقية بنود مكافحة الفساد وأولها : من أين لك هذا؟!.
ما علينا.. فقد تركوا الجمل بما حمل ولم تغن عنهم اموالهم ولا أولادهم من الله شيئا !! ..
اليوم.. يهمنا فقط هو التركيز على دور القطاع الخاص في التنمية والنهوض بالوطن الذي مازال غائبا أو مغيبا ..
بالأمس ظهرت الكثير من الأسماء اللامعة لرجال مال واعمال وتجار عمالقة ؛ لهم وجود وتأثير على الساحة المحلية.. بل وصاروا وكلاء حصريين على مستوى الشرق الأوسط.. وفيهم من تجارته وشركاته ومصانعه عالمية .. وعابرة للحدود والقارات!! ..
لا أريد ذكر اسماء هنا.. وهي كثيرة ومعروفة لدى الجميع.. من هؤلاء من لا يزالون يمثلون القطاع الخاص في بلادنا.. وليس بخاف على أحد كيف أنهم صاروا في غنى فاحش.. وثراؤهم كان على حساب هذا الشعب والوطن..
من يعيشون بيننا.. وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن.. ما هو دورهم تجاه هذا الوطن و الشعب الذي امتصوا دماءه طيلة سنوات عديدة؟!
بالتأكيد لا نريد منهم ما يقدمونه حاليا من فتات باسم مجهود حربي أو ضرائب أو غيره..نعول عليهم القيام بدور اكبر وواجب وطني أهم..
يشغلوا أموالهم المكدسة في مشاريع استثمارية استراتيجية ذات جدوى وأهمية مطلوبة وملحة .. والفرص الاستثمارية في السوق المحلية عديدة ومتنوعة لا شك يحلم بها أي تاجر ومستثمر..
هذا هو دور القطاع الخاص.. الذي يجب ان يقوم به اليوم أكثر من أي وقت مضى.. وذلك لمساندة جهود القيادة الثورية والسياسية وحكومة الانقاذ الوطني في الاستمرار في مجابهة العدوان الغاشم وحصاره الجائر..
ويصب كذلك في خدمة ابناء هذا الشعب وتلبية احتياجاته الضرورية ويوفر فرص عمل لأبنائه .. والاستغناء عن فاتورة الاستيراد الباهظة للكثير من السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية و بالعملات الصعبة .. وبما يسهم نهاية المطاف في دعم الاقتصاد الوطني. |