ريمان برس - خاص -
يحصد الموت انبل من عرفنا، يذهبون تباعا لجوار ربهم بنفوس راضية، يرحلون ويتركونا نجترع مرارة فراقهم، فؤجئت بنباء رحيل المناضل الوطني والقومي القاىد الناصري عبد الرحمن هائل العريقي، أعلم ان الموت حق علينا وسيطالنا جميعا فهوا محطة جميعنا سنقف فيها ونصعد قطارها الذي سيقلنا إلى عالم الحياة الابدية، لكن للنفس البشرية حساباتها الدنيوية ورغباتها الحياتية، وحين يرحل رجالا تركوا بعضا من بصماتهم في تاريخنا من الطبيعي ان تهتز وجداننا البشرية وتغمرنا حسرات الفراق خاصة ان رحل بعضنا دون ان نكتفي من مشاركتهم الحياتية او حتى نلتقي لقاء الوداع..
عبد الرحمن هائل العريقي عرفته في نهاية السبعينييات وبداية الثمانيينات من القرن الماضي وكان اول لقائي به في دورة ( تنظيمية) وكان واحدا ممن علموني وتلقيت على ايديهم ابجدية العمل النضالي الوطني والقومي ومنه حصلت على بعض فنون العمل النضالي وحتى منتصف الثمانيينات من القرن الماضي كنت شبه مرتبطا به والتقيه في لقاءات تنظيمية وعامة قبل ان تنقطع علاقتنا وتجرفنا امواج الحياة كلا في طريق وتعبث بنا وبعلاقتنا العامة والخاصة السياسية والفكرية والتنظيمية نوازع الحياة وحساباتها المثيرة، واتذكر اني حادثته قبل فترة غير قصيرة عبر الهاتف واتذكر ان من جمعنا به بهذا الاتصال هو الشيخ عبد الحكيم محمد عبد الرحمن قاسم العريقي، وقد تواعدنا على اللقاء ولكن للأسف لم نلتقي ثم جاءت ازمات البلاد وفرقت الاحباء قبل الاصدقاء وذهب كل منا في طريقه مهموما بذاته وحاملا لهمومه الشخصية ولم يتيح لنا القدر فرصة لقاء ولو عابرا حتى بلغني نباء رحيله الى دار الخلود دون ان اعلم كيف؟ كان الرحيل وكانت دوافعه واسبابه، لكن في الاخير هو قضاء الله ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى، لكن نباء الرحيل اعاد ذاكرتي إلى تلك الأيام الخوالي يوم كنا نحلم بمجد وطن وامة ونسعى بكل جدية لتحقيق احلام مشروعة، أحلام قتلتها الانتهازية والتسلط وجبروت الطغاة، أحلام كانت حافلة بكل القيم المثالية والاخلاقيات التي اراها تندثر مع كل علم يغيب مز اعلامها ورموزها الذين تعلمنا على ايديهم من القيم والاخلاقيات ما نتعز بها ونتفاخر بحملها وتلقينها لابنائنا حتى وان تكسرت احلامنا بجعلها ثقافة مجتمعية يحملها كل من ينتمي لهذا الوطن الذي ذهب في سبيله كوكبة مز خيرة وانبل ابنائه ولن يكون عبد الرحمن اخرهم قطعا.
كان عبد الرحمن مناضلا صلبا وعنيدا ومثقف موسوعي ووطني مجبول بكل قيم الانتماء والهوية لهذا الوطن، كما كان قوميا صادقا و( ناصريا) معتزا بانتماىه للفكر الناصري، وكان ذو شخصية مثالية جبل بكل القيم والاخلاقيات التي تجعله محل احترام وتقدير من اخوته ورفاق دربه وحتى من يفترض ان يكونوا خصومه بالفكر والأنتماء كانوا يقابلونه بكل احترام وتقدير ويحترموا قناعته التي يعتز بها ايما اعتزاز.. كان تنضيميا صارما ومناضلا صلبا تعرض لكل صنوف التنكيل والمطاردة من قبل النظام كما تعرض للمضايقات ومع كل ذلك لم يستسلم ولم يفرط بقناعات ومبادئ امن بها وعلمها لجيل من شباب الحركة الناصرية، الذين قطعا لن يغفلوا مأثر الراحل النضالية ومواقفه الوطنية والقومية وإمكانياته الثقافية والفكرية وعمق ارتباطه بالفكر الناصري وقيمه واخلاقياته..
حقا تخذلني الكلمات والعبارات في وصف هذا المناضل الراحل وتفنيد ماثره على مسار الحركة الوطنية وكل ما يمكنني قوله وفي هذه اللحظة هو انا لله وأنا اليه راجعون.. ورحم الله الاستاذ المناضل عبد الرحمن هائل واسكنه فسيح جناته والهمنا واهله وأصدقائه وذويه وكل افراد اسرته الصبر والسلوان وحسبي الله ونعم الوكيل. |