الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
يجزم غالبية المراقبين والمحللين ان العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا التي يخوضها الجيش الروسي لا تقف في نطاق عنوان العملية العسكرية المعلنة ( عملية حماية الدونباس)  بقدر ما تحمل

الخميس, 24-مارس-2022
ريمان برس - خاص -
  
يجزم غالبية المراقبين والمحللين ان العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا التي يخوضها الجيش الروسي لا تقف في نطاق عنوان العملية العسكرية المعلنة ( عملية حماية الدونباس)  بقدر ما تحمل العملية ابعاد استراتيجية واهداف جيوسياسية تتجاوز بكثير الجغرافية الاوروبية بدليل حجم ردود الافعال الامريكية _ الغربية على العملية الروسية وحجم العقوبات الغير مسبوقة في تاريخ الصراعات السياسية والعسكرية بين الدول،  بل ان العقوبات التي تعرضت لها روسيا  الاتحادية والرئيس بوتين والقيادة الروسية كرد فعل غربي وامريكي على هذه العملية لم يتعرض لها (  ادولف هتلر وقيادة المانيا النازية)  خلال الحرب العالمية الثانية وهذا يدل على خطورة العملية التي اقدم عليها الرئيس بوتين والقيادة الروسية بالنسبة للحسابات الجيوسياسية الامريكية _ الغربية .
بيد ان ثمة عوامل أخرى تقف وراء رد الفعل الأمريكي _ الغربي على العملية الروسية في اوكرانيا،  إذ إلى جانب ضعف امريكا والغرب في مواجهة روسيا عسكريا على خلفية قناعتهم المبطنة بشرعية واحقية الموقف الروسي، فأن هناك عوامل ذاتية وموضوعية اجبرت  (واشنطن)  وحلفائها الاوروبيين على اتخاذ المواقف التي نتابعها تجاه ( موسكو)  والمتمثلة بتسعير خطاب إعلامي غير مسبوق تجاه روسيا ومحاولة ( شيطنتها)  بل و( شيطنة)  كل ما هو روسي او مرتبط بروسيا وتسويق أخبار وتقارير كاذبة عن كل ما يتعلق بروسيا وعملياتها في اوكرانيا..
ممارسات الوصاية المطلقة على القيادة الأوكرانية من قبل واشنطن والغرب  والحيلولة دون الوصول لاي اتفاق روسي _ اوكراني يؤدي لوقف العملية العسكرية، وايضا ممارسات الضغوطات المفضوحة والسافرة من قبل واشنطن على دول وانظمة العالم من اجل ادانة روسيا وتجريمها..
تمسك واشنطن وحلفائها بفكرة قتال روسيا حتى اخر جندي اوكراني وتوريد السلاح والمرتزقة لقتال روسيا في اوكرانيا مع التاكيد المتكرر والدائم على فكرة ان لا امريكا ولا حلفائها ولا الناتو مستعدين لخوض حربا مع روسيا، فيما هم عمليا يحاربون روسيا من خلال دعمهم العسكري والمادي والاعلامي والسياسي وتوريد المرتزقه وتجنيدهم للقتال في مواجهة روسيا، اضافة الى العقوبات التي تشكل بعضا منها إعلان حربا على موسكو..؟!
يقابل كل هذا تهميش وتجاهل امريكي _ غربي لكل الحقائق والمعطيات التي تقدمها روسيا بل ومحاولتهم إجبار كل دول وانظمة العالم بان لا ينصتوا لما يصدر من موسكو وان لا يكترثوا بكل الحقائق التي تطرحها والتي تفند الاسباب والدوافع الواقفة خلف عملياتها في اوكرانيا..؟!
في هذا السياق يرى الكثيرون ان هذه المواقف الأمريكية _ الغربية بقدر ما تعبر عن حالة ضعف هذه الأطراف تعكس ايضا ازمة بنيوية داخل مفاصل الانظمة والمجتمعات سواء في امريكا او في اوروبا،  بما تعاني هذه المنظومة من ازمات اقتصادية واجتماعية تركتها ازمة ( كرونا)  وانعدام الثقة بين من هم في الحكم ومن هم معارضون وتذمر شعبي واسع من غالبية المنظومة الحاكمة في اوروبا وامريكا،  وعلى سبيل المثال هرب جونسون البريطاني من تحقيقات الشرطة والنيابة لانتهاكه قوانين الحضر نحو اوكرانيا فيما ماكرون الفرنسي جعل من الازمة الاوكرانية جزءا فاعلا ومفصليا في برنامجه الانتخابي، فيما امريكا وبعد تداعيات مرحلة ( ترمب)  و اغتيال (جورج فلوريد)  وتفجر الاحداث العنصرية فيها ووصول ( بايدن)  ليواجه روزنامة من التحديات الداخلية والخارجية ذات الابعاد الاقتصادية والاستراتيجية بصورة تنذر بتفجر المجتمع الامريكي من الداخل فكانت اوكرانيا المسرح الذي هربت اليه الإدارة الامريكية لتخلق منها نقطة توحد للداخل الأمريكي بين الحزبين المسيطرين على قيادتها الذين يختلفون على كل شيء داخلي وخارجي لكنهم فجاة وحدتهم اوكرنيا والعداء اللدود لروسيا ولرئيسها وقيادتها ولكل من يرتبط بهم او متحالف معهم..؟! 
كل هذه التدعيات الدرامية تشير ان ازمة اوكرانيا تجسد حقيقة نهاية مرحلة دولية وبداية مرحلة اخرى ليس فيها مكانا لغطرسة وجبروت امريكا والغرب وحلفائهم،  مرحلة تعدد الاقطاب فيها مسألة حتمية كان العالم قد بداء يترقبها ويبشر بها وينتظر ميلادها  منذ عقد تقريبا أي متذ العام 2011م تقريبا حين بدت منطقتنا تعيش إرهاصات ما يسمى ب( الربيع العربي)  الذي لم يكن في واقع الأمر سوا عملية ( تجريبية)  لمخاض جيوسياسي اكثر شمولية كانت ( واشنطن)  وصناع القرار فيها يسعون بجدية للسيطرة والتحكم بالنطاقات الجيوسياسية وتداعياتها وتوجيهها وفق رغباتهم وبما يحقق ديمومة هيمنة وتسلط أمريكا على العالم..!!
بيد ان ثمة تداعيات واحداث حالت دون تحقيق واشنطن وحلفائها رغبتهم رغم الحرب في سورية واغتيال القذافي ودمار ليبيا  واخفاق امريكي في العراق وافغانستان،  فكان الانقلاب في اوكرانيا عام 2014م والحرب الإجرامية( بالدونباس) بعد وصول ترويكا( النازين الجدد) للسلطة في هذا البلد، وكان الهدف من كل ذلك تطويق حركة ( الدب الروسي) والحيلولة دون تمكنه من النظر إلى ابعد من تحت اقدامه خاصة بعد التدخل الروسي في سورية وارتباطه بايران وب(ملفها النووي)، ولكي تخرج واشنطن من شرنقة ازماتها الداخلية والجيوسياسية حاولت إعادة إنتاج نفسها وحضورها من خلال تفجير الحرب في اليمن والتمسك بحضورها في( جغرافية شرق سورية) واللعب بورقة الاكراد ذو النزعة الانفصالية واتخاذهم كورقة ضغط ومساومة لاكثر من طرف في المنطقة اضافة إلى ورقة ( داعش)  ..؟!
دون ان تغفل ( واشنطن)  اهم اوراق المنطقة وهي القضية الفلسطينية فضغطت على بعض حلفائها العرب الذين يعانون من مرض ( فوبيا إيران)  بالتوجه نحو ( الكيان الصهيوني) مشفوعين ب ( صفقة القرن)  التي حاولت الإدارة الامريكية من خلالها تحطيم كل بقايا الامل في الوجدان العربي، في هذه المراحل استطاعت روسيا الاتحادية ومعها ( الصين الشعبية)  عملاق الاقتصاد الدولي وراعية فكرة ( الحزام والطريق)  الاكثر رعبا لواشنطن والغرب،  اقول استطاعت كل من روسيا والصين ومعهما إيران وبقية دول ( البريكس)  من تشتيت المشاريع الأمريكية في اكثر من بؤرة على الخارطة الدولية لتهتز صورة ومكانة واشنطن في العراق وتقلص حضورها افريقيا، فيما اسيويا، اخفقت في احتوى (كوريا الشمالية)، كما انها فقدت( باكستان) ولم تكسب ثقة ( الهند) وقد استطاعت بؤر المقاومة للمخططات الامريكية _ الغربية في الوطن العربي وافريقيا واسيا وامريكا الجنوبية من عرقلة مشاريع امريكا ومخططاتها، لتاتي جائحة ( كرونا)  لتضيف المزيد من التعقيدات لأمريكا والغرب.
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)