ريمان برس - خاص -
أن الامن القومي العربي له خصائص ومقومات ذاتية وموضوعية وتحقيقه يتطلب التكامل مع النطاق الجغرافي المحيط بالجغرافية العربية، وهو هدف إستراتيجي عربي ويفترض ان يكون له الأولوية في أهتمام النظام الرسمي العربي وأهتمامات النخب والفعاليات الثقافية والسياسية العربية، وهو كمفهوم ومصطلح وهدف وغاية بدأ التركيز عليه في عصر الزعيم جمال عبد الناصر مع قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م وكانت مصر عبد الناصر تولي اهمية قصوى لهذا الجانب الإستراتيجي وعملت في سبيله وقدمت لأجله التضحيات بدءا من إسقاط ( حلف بغداد) ومواجهة العدوان الثلاثي ومقاومة الاحلاف الاستعمارية والوجود الاستعماري في الوطن العربي والتصدي لكل حلفاء الكيان الصهيوني الذي لم يكن يوما جزءا من الامن القومي العربي بل هو الخطر الرئيسي الذي يهدد ليس الأمن القومي بل يهدد الوجود العربي برمته..!!
واستغرب من مواقف بعض الأنظمة العربية التي تصف ( إيران) بالعدو وتصف العدو الحقيقي بالصديق وتقيم معه التحالفات لمواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمؤسف أن ( إيران الشاه) حليفة الكيان الصهيوني وشرطي أمريكا في المنطقة كانت صديقة لبعض أنظمة المنطقة في وقت كانت فيه القوى القومية العربية والقوى التقدمية تخوض مواجهة حضارية ضد نظام ( الشاه) وتدعم المعارضة الإيرانية ضد النظام حينها وكان الإمام اية الله الخميني _ رحمه الله _ أول زعيم إيراني معارض قابل الزعيم جمال عبد الناصر وتلقى منه دعما ماديا ومعنويا في نضاله لمواجهة نظام ( الشاه) ..
ومع قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م وإقدام النظام الثوري الجديد في ( طهران) بطرد الدبلوماسين الصهاينة وتسليم مقر السفارة الصهيونية لمنظمة التحرير الفلسطينية، و كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول دولة في العالم التي منحت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في ( طهران) صفة السفارة وممثلها حمل لقب ( السفير) حدث هذا قبل ان يعلن الرئيس الشهيد ياسر عرفات قيام ( الدولة الفلسطينية) عام 1988م من الجزائر بتسع سنوات ليقول يؤمها الإمام الخميني مقولته الشهيرة في خطاب علني وبحضور الرئيس الشهيد ياسر عرفات ( أنني ساقف خلف المدفع الفلسطيني ولو تخلى عنه ياسر عرفات)..
كان انتصار الثورة الإيرانية بمثابة انتصارا للقوى القومية العربية ومكسبا للامة العربية، قبل ان تعمل القوى الاستعمارية على الثأر من هذه الثورة بإشعال الحرب العراقية _ الإيرانية التي لم تكن سوى ( فخا استعماريا) وهدفت إلى الثأر والانتقام من الثورة الإيرانية من ناحية وضرب القدرات العربية التي مثلها العراق من الناحية الاخرى وفي المحصلة لم تخدم تلك الحرب سوى الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية المعادية للوجودين العربي والإسلامي ولكل قدراتهما وتطلعاتهما نحو الحرية والاستقلال..!!
ان الامن القومي العربي كلا لا يتجزاء وما يسوق اليوم عن الامن القومي العربي يمثل فعل من سخرية واستهزاء بالعقل العربي الجمعي خاصة اذا اصبح ( الكيان الصهيوني) جزءا من هذا المفهوم الذي يسوقه البعض ليخدعوا به الجماهير العربية التي بدورها تعيش في حالة إستلاب وخارج دائرة الفعل الإيجابي والشراكة التفاعلية بعد ان سلمت قرارها وخيارها للأنظمة التي بدورها تعبر في كل مواقفها عن نفسها ومصالحها وليس عن شعوبها ودولها وسيادتها الوطنية..؟!
أن من العار والعيب ان تصنف إيران كدولة عدوه للوجود العربي ثم نرى من يتحالف مع الصهاينة وهم الأعداء الحقيقيين لوجودنا القومي ماديا ومعنويا وهم لا إيران من يحتلون الاراضي العربية ويقتلون ابناء الأمة منذ سبعة عقود خلت ولا يزالون يرتكبون الجرائم بحق وجودنا القومي ويمارسون أقبح السلوكيات العنصرية والاستعمارية..!!
إذا كيف؟ وبأي منطق، اعتبار إيران العدو للأمة العربية، والكيان الصهيوني حليف وصديق..؟!
يتبع |