ريمان برس - خاص -
تنويه: بداية وقبل ان اواصل هذه السردية أحب أن اوضح لاحد الاصدقاء الذي وصفني بكل الأوصاف وجردني من كل القيم بأني لازلت على مبادئي التي تربيت عليها ولم اتخلي عنها ولن اتخلي عنها معتزا بعروبتي وبهويتي القومية وأنتمائي للمدرسة الناصرية التي تعد من ارقى المدارس السياسية والفكرية بما تحمل من قيم ورؤى واخلاقيات مثالية بغض النظر عن كل محاولات التشويه التي طالتها من خلال الماكينة الإعلامية لقوى الاستعمار والرجعية واتباعهما من المكونات الطفيلية.
وعليه احب التأكيد إننا لست ( مرتزقا للجمهورية الإسلامية الإيرانية) بذات القدر الذي لا ارى فيه هذه الدولة دولة معادية للوجود القومي العربي ولكنها دولة ذات اهداف استراتيجية ولديها مشاريعها وهذا حقا مشروعا لها كما هو حقا مشروعا لكل نظام عربي، وبالتالي فان المفترض ان يكون لنا مشروعنا القومي الذي يمكنا من الدفاع عن وجودنا القومي على ان يكون هذا المشروع مشروعا عربيا خالصا يهدف إلى النهوض بواقعنا الوطني والقومي ويحافظ على هويتنا ومصالحنا ووجودنا بمعزل عن المشاريع الاستعمارية، ولذا من العيب ان نواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت راية المشروع الأمريكي _ الصهيوني كما هو حال بعض العرب اليوم _ انتهى التنويه.
أن ما يثار اليوم حول الخطر الإيراني من قبل بعض النظم والنخب العربية ياتي تجسيدا لرغبة أمريكية صهيونية ولا يعكس او يجسد حقيقة وجودية والمؤسف ان الذين يتحدثون عن _ الخطر الإيراني والتهديد الإيراني _ لم يكن هذا موقفهم من إيران الشاه ولكن هذه المواقف المعادية لإيران جاءت وطفحت بعد قيام الثورة الإيرانية..؟!!
هذه الثورة التي كان يمكن ان تكون رافدا معززا لامننا القومي لو لم تقف القوى والانظمة الرجعية العربية وبطلب من القوى الاستعمارية ضدها بذرائع ومبررات لاحصر لها واقبح المبررات هو ( التصدي لمشروع التشييع) وفي هذا المبرر الوقح والقبيح ما يفوق قدرة العقل السليم لتحمله من إهانة للوعي الجمعي العربي. وإنتقاص حد الإزدراء بالإنسان العربي، الذي يظهره اصحاب هذه المبررات وكانه إنسان قاصر لا يدرك مصلحته وليس له القدرة في الدفاع عن معتقداته وكانه عرف دينه عن طريق أصحاب هذه المبررات والذرائع القبيحة.
بل ان اتخاذ المعتقدات (الدينية والمذهبية) والزج بها في معترك الصراع السياسي في المنطقة جاءت تجسيدا لرغبات ( هنري كيسنجر) وزير خارجية امريكا وثعلب السياسة الأمريكية وقد اعترف بها الرجل صراحة ومع ذلك لم يخجل بعض العرب من تسويق هذه المزاعم واعتبارها حقائق راسخة وثابتة وغير قابلة للتشكيك او الجدل..!
في قمة ( الرباط) بالمغرب عام 1974م وهي القمة التي تخلى فيها النظام العربي رسميا عن مبدأ ( قومية معركة تحرير فلسطين) الذي فرضه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر _ رحمه الله _ طيلة فترة زعامته للامة، في هذه القمة اعترف الحكام العرب بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب العربي في فلسطين في تلك القمة اقترح الرئيس الراحل حافظ الأسد _ رحمه الله _ ان ينص البيان الختامي للقمة على إدانة إيران الشاه لأحتلالها ( الجزر الإماراتية، أبو موسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى) والمطالبة بعودتها للسيادة الإماراتية، وقد نال هذا الاقتراح الذي قدمه الرئيس الاسد رضاء غالبية الزعماء العرب إلا قادة دول الخليج فنهض الشيخ زائد بن سلطان حاكم الإمارات ليترجى الرئيس حافظ الاسد ويتوسله ان لا يضيف هذا النص المتعلق بالجزر للبيان الختامي مؤكدا له ان هذه القضية( سيتم التفاهم عليها وديا مع الاخوة في إيران ولا داعي ان تتبناها القمة)..؟!
وفعلا تخلت القمة عن تبني هذه القضية نزولا عند رغبة أصحاب الشان وقد ابتهج حكام الخليج جميعا بهذا الموقف وبتخلي القمة عن إثارة قضية الجزر..؟!
وظلت قضية الجزر الإماراتية راكدة وغير مثارة إلا أن قامت الثورة الإسلامية في إيران وسقوط الشاه ونظامه وقيام نظام ثوري إسلامي مناهض للإمبريالية الاستعمارية والكيان الصهيوني عام 1979م ثم وقعت بعدها بأشهر حادثة ( احتلال الحرم المكي من قبل جهيمان العتيبي وزملائه) وقد اتهمت السلطات السعودية مباشرة إيران بالوقوف وراء الحادثة فيما إيران لا علاقة لها مطلقا بالحادثة التي كانت على الارجح مدبرة من قبل اجهزة استخبارية امريكية وغربية، بعد هذه الواقعة بأيام فقط تم التخلص من ( الملك خالد) قتلا خلال فحص روتيني بأحدى المستشفيات بالرياض وقيل ان ( احدى بنات الملك فهد) هي من تولت مهمة التخلص من عمها ليتولي والدها الملك فهد الحكم واول قرار اقدم عليه هو عزل امير منطقة الشرقية (محمد بن جلوي) ليخترق بهذا القرار اتفاق رعته بريطانيا عند تاسيس مملكة آل سعود بان تخضع المنطقة الشرقية ذات ( الغالبية الشيعية) لسلطة آل سعود مقابل ان يتولى قيادتها ( ال جلوي) حتى قيام الساعة وآل جلوي ينتمي للطائفة الشيعية، وقد استبدله الملك بولده الامير محمد بن فهد لتبدأ المناطق الشرقية ومواطنيها يعانون من اضطهاد النظام السعودي بزعم انهم موالون لطهران..
ولم يقف هذا الامر في نطاق النظام السعودي بل شمل القهر المنظم العديد من المجتمعات الخليجية التي يتواجد فيها مواطنين من ابناء الطائفة الشيعية وقد غذت هذه النوازع اجهزة ومطابخ إستعمارية وصهيونية لتكريس شروخات اجتماعية داخل المجتمعات الخليجية وهي النوازع التي اخذتها الأنظمة الخليجية ماخذ الجد بعد ان صورت لها الدوائر الغربية خطورة الثورة الإيرانية وقد لعبت امريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا دورا محوريا وأساسيا في تكريس ثقافة ( فوبيا إيران الثورة) ثم لا حقا ( فوبيا إيران الدولة) على خلفية برنامجها النووي..؟!
كان هذا السرد مهما لكي نعرف دوافع هذه الفوبيا المثيرة وهذا التحالف الذي يتشكل بين بعض انظمة المنطقة والكيان الصهيوني الذي اصبح صديقا لبعض هذه الأنظمة بل وحليفا وشريكا فاعلا في حماية الأمن القومي العربي..؟!!
يتبع |