ريمان برس - خاص -
خلال أقل من أسابيع فقدت أسرة الخير والعطاء هامتان من هامات الخير اللذان رحلان عن دنيانا بعد رحلة حافلة بالعمل الوطني والاجتماعي والخيري هما الحاج عبد الرحمن هائل سعيد أنعم الذي قابل ربه قبل أسابيع وما أن فرغت الأسرة الكريمة من الانتهاء من عزاء المغفور له الحاج عبد الرحمن هائل سعيد أنعم _طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته _حتى فؤجئنا بنباء رحيل الحاج عبد الجليل جازم سعيد الذي التحق إلى جوار ربه بعد رحلة حافلة بالعطاء والأعمال الخيرية، وكان القدر خيم برحمته على هذه الأسرة الكريمة المؤمنة والمسألمة المجبولة بكل قيم الخير والعطاء والمحبة والتسامح والإيثار..
المرحوم عبد الرحمن هائل سعيد وابن عمه المرحوم عبد الجليل جازم سعيد يمثلان الجيل الثاني في هذه الأسرة الكريمة التي أعطت وتعطي وطنها وشعبها وأمتها كل ما تيسر وما يقدران على تقديمه من لمسات الخير ومكارم العطاء بكل حب ورغبة ورضاء قاصدين بكل مواقفهم رضاء الله سبحانه وتعالى ورضاء ضمائرهم، وقد تركت هذه الأسرة وأبنائها بصماتها الخيرية في المنطقة والوطن وامتدت لمساتهم الخيرية إلى خارج الوطن في أسيا وأفريقيا والمنطقة العربية وصولا إلى بعض الدول الأوروبية حيث تتواجد الجاليات الإسلامية، وقد عملوا لايزالوا يعملون الخير دون من أو دعاية وبلا صخب إعلامي، أنهم وكما علمهم ورباهم عميد الأسرة الحاج الفاضل المرحوم هائل سعيد أنعم _رحمة الله تغشاه وتسكنه فسيح الجنات _الذي اعتاد على فعل الخير ومساعدة المحتاج دون أن يعلم بما يقوم به حتى أقرب الناس إليه، وهذا الطبع تطبع عليه كل أفراد الأسرة، وواصل المسيرة الخيرية الحاج علي محمد سعيد _عميد الأسرة الكريمة وكبيرها و مرجعيتها _أطال الله بعمره_ وعلى نفس النهج سار كل أفراد هذه الأسرة وخاصة أبناء الجيل الثاني في الأسرة الذين كان المرحوم أحمد هائل في مقدمتهم وهو الذي سار على درب والده المرحوم هائل سعيد وعلى نهج الحاج علي محمد سعيد، ومثله سلك كل أفراد الأسرة قاطبة دون إستثناء سوى من تفاهم الله برحمته، أو من لايزالون أحياء ونسأل الله لهم العافية والعمر المديد لينعم المحتاجين بمكارمهم ومواقفهم الخيرية ولمساتهم الإنسانية التي يصعب حصرها أو تعداد مناقبها فما يقوموا به من الأعمال الخيرية واللمسات الإنسانية الغير منظورة أو معلومة تفوق بكثير كل ما ينسب لهم من الأعمال الخيرية المعلنة..
أن فراق مثل هذه الهامات الخيرية محزن ومؤلم، لكنه قضاء الله ولا راد لقضائه وهو الذي خلق كل شيء بميزان وجعل لكل أجل كتاب وحدد بداية ونهاية وارزاق وحياة كل عبد من عباده منذ خلق ابونا آدم، وجعل منا السعيد والشقي والغنى والفقير، وحامل الخير والشر، وجعل الدنيا محطة عابرة ونقطة ترانزيت على طريق الحياة الأبدية والخلود، جاعلا سبحانه وتعالى من الدنيا بمثابة امتحان من عرف الله فيها ضمن الخلود في الدار الآخرة ومن نسى الله فيها نساه الله في الدار الآخرة..
ومع أن التزكية للبشر من أختصاص الخالق سبحانه وتعالى إلا أن للإنسان ما يرى ويشهد ويعايش وهذا يمكنه من معرفة سلوك الناس وتقييم أفعالهم وفق معرفته بالأشخاص ومواقفهم وسلوكهم الظاهر، وهذا ما يشهد به الكثيرون لأبناء أسرة الخير الذين تركوا بصماتهم الإيجابية في ذاكرة المجتمع من خلال أفعالهم وأعمالهم الخيرية التي انزلتهم مكانة اجتماعية ووطنية يحظون فيها بتقدير واحترام المجتمع بل وعلى مستوى الوطن وخارجه تجد الإشادة والتقدير لهذه الأسرة ولكل منتسبيها الذين يحظون بالاحترام والتقدير على كل مواقفهم الخيرية والإنسانية وعلى عصامية اعتنقوها فكانت أحد أهم عوامل ومقومات النجاح الذي حققته هذه الأسرة في كل مسارها الاقتصادي والتنموي والخدماتي والأخلاقي بإبعاده الخيرية والإنسانية.
رحم الله الحاج عبد الرحمن هائل سعيد، والحاج عبد الجليل جازم سعيد، والرحمة والخلود تغشاء الأب والمؤسس الحاج هائل سعيد أنعم الذي بذر بذرة الخير فنمت وأتسعت فكانت شجرة راسخة أصلها ثابتا وفرعها في السماء..
وصادق العزاء والمواساة لكل أفراد أسرة الحاج هائل سعيد أنعم وأخوانه وأولاده وأولاد أشقائه واحفادهم..
والعمر المديد لكل أفراد الأسرة الكريمة ونسأل الله أن يجعل هذه الأحزان آخر أحزانهم، وانا لله وأنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم |