ريمان برس -

يكتبها /عبد الغني اليوسفي

الافتتاحيه: سوف نقول بعد صبر وعنا لفك شفرة منسية عن معلم اثري قديم وشاهد على التاريخ .اليوم وعلى عجالة نتحدث عن قصة أسطورية ضاربة بالأعماق من هي ياترى أنها سمسرة المحرس (...) تعتبر سمسرة المحرس، الواقعة في غرب مديرية السياني بمحافظة إب،تحفة معمارية يمنية تعود بنائها إلى أعماق التاريخ،وتعتبر جوهرة تاريخية وشاهد حي على عمق وعراقة الحضارة اليمنية وتنوعها. تشير الدلائل الأثرية إلى أن هذه السمسرة يعود تاريخها إلى العهد الحميريالعريقة، حيث كانت تشكل نقطة التقاء حيوية على شبكة الطرق التجارية القديمة التي تربط شمال اليمن بجنوبه وغربه.
وتدل الاكتشافات الحديثة، مثل المومياء والمخطوطات، على أهميتها الثقافية والدينية. فبالإضافة إلى كونها مركزًا تجاريًا مزدهرًا، كانت السمسرة ملتقى للحضارات وتبادل الأفكار. يشتهر هذا الصرح المعماري الفريد ببنائه المكون من 65 عقدًا، والذي يعكس تطور العمارة اليمنية وتأثرها بالبيئة المحيطة. وبالقرب منها، تتوزع مجموعة من المعالم الأثرية التي تشهد على تاريخ المنطقة العريق، مما يجعلها موقعًا أثريًا متكاملاً.

موقعها الجغرافي وأهميتها التاريخية:
تقع سمسرة المحرس بموقع الإستراتيجي متوسط الذي جعل منها مركزاً تجارياً هاماً،
وكانت نقطة التقاء يتفرع عبرها الفرع الاول طريق المحرس الجند تعز المخا ،ووالفرع الثاني المحرس الحشاء والمسيمير عدن ، والفرع الثالث الي شي مال اليمن والشام مما جعلها محطة رئيسية للقوافل التجارية التي كانت تحمل التوابل والبخور والمنسوجات من الهند والصين إلى بلاد الشام وأوروبا. وقد لعبت هذه السمسرة دورًا حاسمًا في تنشيط الحركة التجارية وتبادل الثقافات بين مختلف الشعوب،وهذا الموقع جعل منها جعل منها مركزاً تجارياً هاماً، حيث كانت تجتمع فيها القبائل والتجار لتبادل البضائع والسلع. كما كانت تلعب دوراً اجتماعياً مهماً، حيث كانت مكاناً للتجمع والاحتفالات والمناسبات.


الجذور التاريخية: تدعم الاكتشافات الأثرية الحديثة، مثل العثور على مومياءومخطوطات، فرضية ارتباط السمسرة بالعصر الحميري. تشير هذه الاكتشافات إلى أن هذا الصرح التاريخي كان شاهداً على أحداث تاريخية مهمة، وشهد تطور الحضارة اليمنية عبر العصور.

الأهمية الاقتصادية: كانت سمسرة المحرس محركاً للاقتصاد المحلي والإقليمي، حيث كانت تشهد حركة تجارية نشطة. كانت تشهد تبادل مجموعة متنوعة من السلع، مثل التوابل والأقمشة والبخور، والتي كانت تُنقل عبر القوافل التجارية إلى مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية.

الأهمية المعمارية:تميزت سمسرة المحرس بعمارتها الفريدة التي تجمع بين البساطة والروعة. فقد استخدم البناة الحجر والطين في تشييد هذه السمسرة، واعتمدوا على نظام الأقواس والعقود لتوزيع الأوزان وتقوية البناء. وتعتبر هذه السمسرة نموذجًا بارزًا للعمارة اليمنية القديمة، حيث تجمع بين الوظيفة الجمالية والوظيفة الهندسية.
يتكون بناؤها من عقود وحجارة منحوتة بدقة، مما يجعلها تحفة معمارية فريدة من نوعها.

الارتباط بالمعالم الأثرية الأخرى:تقع سمسرة المحرس بالقرب من العديد من المعالم الأثرية الأخرى، مثل سوق المحرس ومسجد المحرس. وقلعة الخضراء وحصن وجبل التعكر ومصنعة سير و مصنعةصهبان وحمراء اليمن وجبل الملك الاثري والدامغ والحيزم وتشكل هذه المعالم مجتمعة متحفًا مفتوحًا يعكس تاريخ المنطقة وحضارتها العريقة. مما يشكل منظومة تاريخية متكاملة.

اكتشافات أثرية هامة:
تم العثور بالقرب من السمسرة على العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة، مما يجعلها موقعًا أثريًا غنيًا بالمعلومات.
رمز للهوية اليمنية: تُعتبر سمسرة المحرس رمزًا للهوية اليمنية العريقة، وتشهد على عمق تاريخ اليمن وحضارته.

الخاتمة: إن سمسرة المحرس ليست مجرد مبنى أثري، بل هي رمز لتاريخ وحضارة عريقة. لذا،فإن الحفاظ عليها يعد واجبًا وطنيًا،
ويتطلب منا جميعاً بذل المزيد من الجهود لدراستها وتوثيقها وصيانتها،كونها تمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا الوطنية. وتدعو إلى إجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول هذه السمسرة لغرض صيانتها وحمايتها،لكي تظل شاهداً على عراقة الحضارة اليمنية للأجيال القادمة.
وأصبحت رمزا تاريخياً شاملا لكل الخصائص والصفات فهي شاهدة على حضارة عريقة تستحق الدراسة والاهتمام
#سمسرة_المحرس #التراث_اليمني #الحضارة_اليمنية #الأثار_اليمنية