ريمان برس -
عبد الغني اليوسفي:
أفادت تقارير أممية حديثة بارتفاع معدلات الجوع في اليمن إلى مستويات كارثية، إذ يعاني ملايين اليمنيين من ظروف تنذر بمجاعة حادة، مصنفة بالمرحلة الخامسة (IPC5). ويواجه برنامج الغذاء العالمي انتقادات شديدة بزعم انتهاكه للقانون الدولي الإنساني في تقديمه للمساعدات الغذائية، ما أدى إلى تزايد المعاناة الإنسانية في البلاد.
بحسب التقرير، فإن الوضع الإنساني في اليمن، الذي يشهد نزاعًا مستمرًا منذ سنوات، تفاقم ليصبح أكبر أزمة لانعدام الأمن الغذائي في العالم. وقد دفع استمرار النزاع وتداعياته الاقتصادية والإنسانية الملايين نحو حافة المجاعة، وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتضخم، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 23.4 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، منهم 6.3 مليون في مرحلة الطوارئ، مع وفاة نحو 170 شخصًا يوميًا بسبب الجوع وسوء التغذية.
وتهدف دراسة للكاتب الصحفي عبد الغني اليوسفي إلى تحليل قرار برنامج الغذاء العالمي في اليمن وتقييم مدى تأثيره على الأمن الغذائي، مع التركيز على مدى التزام البرنامج بمبادئ القانون الدولي الإنساني. ويشير اليوسفي في دراسته إلى أن تقليص البرنامج للمساعدات الغذائية، خصوصًا في المناطق الخاضعة لجماعة أنصار الله، تسبب في ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية بين الأطفال والنساء، ونتج عنه تزايد عدد الوفيات وانهيار البنية الاجتماعية.
وختامًا، تطرح الدراسة تساؤلات حول مدى شفافية برنامج الغذاء العالمي في إدارته للأزمة، وتدعو إلى مزيد من الرقابة الدولية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها دون تمييز.
.اليمن: تــقــــع في قـلـب كارثة المجاعـــة..IPC5
برنامج الغذاء العالمي ينتهك القانون الدولي الإنساني!
تــحــلــيـــل كارثـة انعــدام الأمن الغــذائي في اليمـن:
بين(المعاناة -التحدّيات- والتناقضات- والتأثيرات المميته)
للـكاتب الصحفـي المستشار/عــبـد الـغـني اليوسفي
[email protected]
أشارت تقارير إعلامية أممية مثيرة للقلق بشكل كبير إلى عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات كارثية من الجوع واليمن تفوق (المرحلة الخامسة، وهي ظروف المجاعة IPC5)
برزت تحديات وآثار انتهاكات برنامج الغذاء العالمي بشأن تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين شهريا لليمن !
يعاني اليمن من كارثة مجاعة إنسانية عالية وحادة، خلال العام 2024 حيث يُصنف كأكبر أزمة انعدام للأمن الغذائي في العالم. وتُشير المؤشرات إلى تفاقم الأزمة بشكلٍ كبيرٍ خلال السنوات الأخيرة، خاصةً مع استمرار الصراع المسلح وتداعياته المُدمرة على الاقتصاد والبنية التحتية.
أهــداف الــدراســـة:
تحليل قرار برنامج الغــذاء العالمي.
تقييم تأثير القرار على الأمن الغذائي.
مناقشة مدى التزام البرنامج بالقانون الدولي الإنساني.
المنهجية:
تحليل الوثائق والبيانات الصادرة عن المنظمات الإغاثية الدولية. مراجعة قرارات برنامج الغذاء العالمي.
محتوى الدراسة:
التحليل الرقمي للوضع الإنساني في اليمن (2020-2024).على ضوء بيانات المنظمات الدولية. واحتياجات السكان.
تحليل قرار برنامج الغذاء العالمي.
تقييم تأثير القرار على الأمن الغذائي.
مناقشة مدى التزام البرنامج بالقانون الدولي الإنساني.
أبعاد الأزمة:
الوضع الإنساني المتدهور:
كارثة إنسانية تلوح في الأفق: اليمن بين مطرقة الجوع وسندان قرارات برنامج الغذاء العالمي في ظل صراعٍ دامٍ يمزّق اليمن منذ سنوات، يواجه الشعب اليمني اليوم كارثة جديدة تهدد حياته، ألا وهي كارثة الجوع.
ففي الوقت الذي يزداد فيه انعدام الأمن الغذائي سوءًا، يصرّ برنامج الغذاء العالمي على تقليص المساعدات الغذائية في بعض مناطق اليمن، تاركًا الملايين من الأبرياء عرضة للموت جوعًا.
#تحليل الأزمة:
انعدام الأمن الغذائي: يُعاني 23.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 6.3 مليون شخص في مرحلة الطوارئ (يونيسف، يناير 2024).
يواجه 17.4 مليون شخص خطر الموت بسبب الجوع (اليونيسف، مارس 2024).
1.7 مليون طفل معرضون لخطر الوفاة في حال عدم توفير التمويل اللازم (اليونيسف، نوفمبر 2023).
سوء التغذية:
يعاني 7.7 مليون طفل دون سن الخامسة وامرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد (اليونيسف، يناير 2024). 5ملايين طفل دون سن الخامسة و 2.7 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد (اليونيسف، مارس 2023).
الوفيات: يموت 170 شخصًا يوميًا بسبب الجوع وسوء التغذية.(١)
التدهور الاقتصادي:
ارتفع التضخم من 8% عام 2014 إلى 30.6% عام 2021 (البنك الدولي، 2022).
تراجع معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي من 7.7% عام 2010 إلى 0.5% في أبريل 2021 (البنك الدولي، 2022).
ارتفاع الاسعار
أدى طول الصراع في اليمن الى الزيادة الحادة في أسعار السلع الأساسية، التي شهدت ارتفاعًا بنسبة 30 إلى 70٪ منذ بداية الصراع، إلى تفاقم أزمة الغذاء. منذ اندلاع الصراع، تراجع الاقتصاد اليمني إلى أكثر من النصف،
ارتفع نسبة الفقر: إذ يعيش أكثر من 80٪ من الناس حاليًا تحت خط الفقر. يتجلى الانهيار بشكل واضح في فقدان المداخيل، وانخفاض قيمة الريال اليمني، وخسارة الإيرادات الحكومية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية والقيود المفروضة على الاستيراد، بما في ذلك الوقود.(٢)
تدهور الوضع الصحي :-
تفشي_الأمراض_الوبائية_المعدية_الكوليرا )في المربع الجنوبي لمحافظة إب وسط اليمن وتشير المصادر أن أحد المشافي المتخصصة سجل أكثر من 1400حالة تم إنقاذها خلال الربع الأول من العام 2024وكما سجلا مستشفى جبله الجامعي أكثر من 300حالة تم تأكد منها ومن إجمالي 11 حالة اصابه في اليمن من ضمنهم 94حالة وفاة في الكوليرا.
-دور برنامج الغذاء العالمي:
• برنامج الغذاء العالمي هو أكبر جهة إنسانية مشهود له بالإنجازات في تقدم المساعدات الغذائية في اليمن. مدعوم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
• وتشير المعلومات الاعلامية إنه البرنامج قدم مساعدات غذائية لـ 13 مليون شخص شهريًا في عام 2022والعام 2023.وثم بدأ التراجع في النصف الثاني والحقيقة الربع من ذلك .وانعدام الدعم خلال الخمسة الأشهر الأولى من العام 2024م!!
• يواجه البرنامج تحدياتٍ كبيرةٍ في تمويل أعماله، حيثُ يُقدر احتياجه لعام 2024 بـ (1.800.00)مليار وثمان مائة مليون دولار أمريكي. للعام 2024
-الانتقادات الموجهة لبرنامج الغذاء العالمي:
• استخدام التجويع كسلاح: يُتهم البرنامج بتعمد تقليص المساعدات الغذائية للمناطق التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله، مما يُعرض حياة الملايين للخطر.
• التلاعب بالبيانات: يُتهم البرنامج بتزوير البيانات لتقليل حجم الأزمة الإنسانية في اليمن، مما يُؤدي إلى تقليل المساعدات الدولية.
• التمييز في توزيع المساعدات: يُتهم البرنامج بتوزيع المساعدات الغذائية بشكل غير عادل، مع تفضيل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية على المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله.
• الفساد: يُتهم البرنامج بوجود فساد داخلي، مما يُؤدي إلى هدر الأموال ووصول المساعدات إلى غير مستحقيها.
-التأثيرات السلبية لانتهاكات برنامج الغذاء العالمي:
• ارتفاع معدلات الجوع: أدى تقليص المساعدات الغذائية إلى ارتفاع معدلات الجوع بشكل كبير، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله.
• تفاقم سوء التغذية: يعاني ملايين اليمنيين من سوء التغذية، خاصة الأطفال والنساء، مما يُهدد صحتهم وحياتهم.
• زيادة عدد الوفيات: أدى الجوع وسوء التغذية إلى زيادة عدد الوفيات، خاصة بين الأطفال.
-التأثيرات الاجتماعية: تفكك الأسر، خروج الأطفال من المدرسة، انتشار السلوكيات المُخالفة للقوانين.
قرارات برنامج الغذاء العالمي:
-تقليص المساعدات: أوقف البرنامج المساعدات الغذائية عن 5 ملايين شخص في شمال اليمن، ويهدد بتقليصها عن 6.5 مليون آخرين.
-التناقضات: يعلن البرنامج عن كارثة انعدام الأمن الغذائي، بينما يُقلص المساعدات.
-التهم الموجهة: استخدام التجويع كسلاح، التلاعب بالبيانات، التمييز في توزيع المساعدات، الفساد.
-تأثير تقليص المساعدات:
-تفاقم الجوع وسوء التغذية: ازدياد عدد الوفيات، خاصة بين الأطفال.
التأثيرات الاجتماعية: تفاقم تفكك الأسر، خروج الأطفال من المدرسة، انتشار الجريمة.
التأثير المتوقع :
إثارة مشاعر التعاطف مع الشعب اليمني.
دعم الدعوات لزيادة المساعدات الغذائية.
الضغط على برنامج الغذاء العالمي لتغيير قراراته.
وتُشير الدراسة إلى أن قرار برنامج الغذاء العالمي بوقف المساعدات الغذائية في بعض مناطق اليمن يُعدّ انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يُحظر استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب.
وتُطالب الدراسة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن، ودعوة برنامج الغذاء العالمي إلى التراجع عن قراره وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لتشمل جميع المحتاجين.
وتُؤكد الدراسة على أن إنقاذ حياة الملايين من الأبرياء في اليمن مسؤولية أخلاقية وقانونية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره.
وتُناشد الدراسة جميع المنظمات الدولية والمحلية للعمل على توفير المساعدات الغذائية العاجلة للشعب اليمني، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم في اليمن.
فهل سيتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب اليمني من كارثة الجوع؟
الاستنتاجات والتوصيات:
تهدف:
زيادة الوعي حول كارثة المجاعة في اليمن.
تسليط الضوء على مخاطر تقليص المساعدات الغذائية.
مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة.
الخلاصة:
**يواجه اليمن أزمة إنسانية مروعة تتطلب جهدًا دوليًا هائلاً لمكافحتها. ويُلعب برنامج ا