ريمان برس -
كتب / طه العامري..
تحت عنوان ( تعز عاما من الصمود والتحدي والإسناد والبناء والتنمية) بثت ( قناة الساحات) ولمدة ساعة تقريرا حمل جردت حساب لما حققته المحافظة خلال عام 2024م من إنجازات تنموية وحضارية شاملة، التقرير الذي اعده الزميلين أيوب التميمي، وعبد الرحمن الحاج، وقبل أن نخوض في مضمونه وما حمله من حصاد لعام من نضال وطني عشته المحافظة تحت شعار ( يد تبني ويد تحمي) شكل من حيث إعداده حالة مهنية متقدمة غير مسبوقة في وسائل الإعلام المحلية بمختلف وسائلها، نعم من تابع التقرير المتلفز من ناحية مهنية _أولا _سيجد نفسه أمام رؤية إعلامية ومهنية متقدمة لم تعتاد طريقته واسلوبه وسائل الإعلام المحلية، إذ أعتمدا الزملاء معدي التقرير إسلوب مهني غير معهود تجاوزوا فيه الطرق التقليدية والقوالب النمطية في إعداد التقارير، مبتكرين نمط تشويقي جاذب للمتلقي ومثيرا للأهتمام بحيث يشد المتابع لمتابعة تفاصيل التقرير حتى النهاية، في إثارة كلاسيكية تشد المتابع الذي مهما كانت فراسته وقدرته على اختزال المحتوى ومعرفة مضمونه من خلال قرأة إدراكية إعتمادا على أنماط تقليدية عرفت بها تقارير مماثلة دأبت على إنتاجها واعتماد طرقها وسائل الإعلام المختلفة، إلا أنني وللأمانة وجدت نفسي أمام تقرير تلفزيوني مهني وإحترافي يتماهي مع تلك التي تعتمدها وسائل الإعلام الدولية المؤغلة في العراقة.
أعترف أن _التقرير _ إذا ما خصصت جوائز محلية أو إقليمية أو دولية لأمثاله لحاز الجائزة الأولى كأنجاز مهني متصل بتركيب المادة الإعلامية وترتيب المحتوى، والربط بين السردية والصورة من ناحية، وبين سياسة مهنية اعتمدها المعدين للتقرير والتي تجبر المتابع على متابعة التقرير حتى النهاية وأن اغفال جزءا منه يفقد المتابع جزءا مهما من الصورة، الأمر الذي يفقده القدرة أيضا على رؤية الصورة الكاملة بوضوح يمكنه من استيعاب رسالة التقرير.
في المضمون والمحتوى تابعنا كثافة الإنجاز وشمولية الاستدلال بحيث حشد التقرير في طياته منجزات السلطة المحلية في المحافظة ومكاتبها التنفيذية التي قدم مسؤليها إسهاماتهم ومنجزاتهَ خلال عام من الجهاد رغم التحديات الذاتية والموضوعية التي واجهتها المحافظة ولاتزل بسبب الحرب والعدوان والحصار والأزمات المتعددة، غير أن ما حمله التقرير من إفعال تنموية واجتماعية تزرع التفاؤل في وجدان أبناء المحافظة خاصة وأبناء اليمن عموما تفاؤل عنوانه أن لاشيء يستحيل أمام إرادة الإنسان.
من إيجابية التقرير أيضا إنه أختزل إنجازات عام حققتها المحافظة على مختلف الجوانب العسكرية، والأمنية، والتنموية، والاجتماعية، مشمولة الجوانب الصحية والتربوية والأشغال والزراعة والزكاة، معنويا من خلال ترسيخ كل هذه القيم في الوعي الجمعي والتفاعل معها بكثير من الحماس والاجتهاد، وموضوعيا من خلال تأسيس الممكنات المادية واقعيا والتي لامست حاجة المواطن وشعر المواطن بدوره بهذه المتغيرات الواقعية.
تناغم مسؤلي السلطة المحلية مع واجباتهم ودورهم ونشاط أجهزتهم المعنية بإدارة التحولات التنموية، تجسيدا لمقولة شهيد الوطن والدولة والحرية والكرامة الشهيد الصادق والصالح صالح الصماد الذي رفع شعار (يد تبني ويد تحمي) وهو الشعار الذي حفرته تعز في وجدان وذاكرة وقلوب أبنائها وعلى كل ذرة رمل فيها وعلى كل جذع شجرة قائمة أو تنبت على أرضها..
تعز التي حملها ابنها البار وقائدها المناضل الشيخ والفريق سلطان السامعي، الذي مد يده مصافحا قائدا الثورة سماحة السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي معاها على الوفاء والاخلاص في سبيل سيادة وطن وكرامة مواطن ومعاهدا على اجتثاث الفساد والفاسدين وفي الشهيد الصالح صالح الصماد وجد السامعي رفيقا مخلصا في رحلة إستعادة سيادة وطن وكرامة مواطن وكان شعار (يد تبني ويد تحمي) بمثابة راية للعزة والكرامة تدثر بها السامعي وتدثر بها تعز واتخذها دثارا لكل أبنائها.
تعز التي حباها الله بمحافظ عاشق لها محبا لأبنائها صادقا في حبه للمحافظة ولأبنائها وحريصا على الارتقاء بدورها الاجتماعي والوطني وبتنميتها وتعميرها، وتعمير السكينة في وجدان أبنائها، وكأن حديثه في التقرير يجسد هذه الحقيقة، وعبر مفردات عقلانية مجبولة بالحصافة والحكمة جاءت سردية المحافظ القاضي أحمد المساوى مليئة بكل مشاعر الوفاء والود والحرص والاخلاص لتعز الأرض والإنسان إعمالا لتوجيهات السيد قائد الثورة.
اعترف أن ما شدني لكتابة هذه التناولة ليس عظمة المنجزات التي تحققت لتعز الأرض والإنسان خلال عام من الجهاد الشاق والنضال المرير، لأبطال صنعوا ملاحم بطولية وعلى مختلف المجالات، بل أن ما شدني لكتابة هذه التناولة هو الطريقة التي اعد بها التقرير، طريقة شديتني كمهني وجدا في تقرير ( قناة الساحات) الذي اعده الزميلين أيوب التميمي وعبد الرحمن الحاج، عملا إبداعيا راقيا، عملا اجتهدا في إعداده الزملاء وعانوا الآمرين حتى تم إخراجه بالصورة الفنية والإبداعية الرائعة، والذي يجعلني وانا ابن المهنة أن احنى هامتي لهذا الإنجاز أملا منهم المضي قدما في ترسيخ هذه الطريقة التي تعد ثورة في عالم التقارير التلفزيونية بالنسبة لإعلامنا المحلي الذي لايزل يسير بتقاريره على الأنماط التقليدية التي لم تعد مجدية في زمن الذكاء الاصطناعي رغم ان حديثي عن تقرير أعتمد معديه على ذكائهم البشري الذي فاقوا به و بروحانيته (مادية الذكاء الاصطناعي) ذاته،لان الذكاء الاصطناعي قد يعطيك معلومات عن الحب وكيف تحب حتى، لكن لا يمكنه ان يعطيك مشاعر واحاسيس ولهفة المحب ومن يحب..؟! |