ريمان برس -
اتابعه عن بعد واتابع نشاطه الخيري الذي يبدو أنه تفرغ له، في مشهد يعيد لذاكرتي ما كان يقوم به والده خالد الذكر المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _ رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _ الحاج عبد الواسع _حفظه الله وأطال بعمره _لم يذكرنا نشاطه الخيري بوالده الحاج الراحل وحسب، بل أيضا هيئته تعيد للذاكرة هيئة المغفور له الحاج هائل لدرجة ان من يشاهد الحاج عبد الواسع يصعب عليه التفريق بينه وبين والده رجل البر والإحسان الذي كانت معرفتي به _رحمة الله تغشاه _ لأول مرة عن طريق الحاج المرحوم شاهر محمد سالم العريقي_ رحمة الله تغشاه _ الذي اضطر لإحضار الحاج هائل إلى مقر (الأمن الوطني بتعز) لإخراجي منه بعد اسابيع من الاعتقال على خلفية خلاف على مدرسة أنشأت ثم تفجر صراعا حولها بين من يريدها مدرسة ومن يريدها معهد ديني، وكنت انا من أنصار المدرسة وعينت مديرا لها من قبل المجلس المحلي، وحين طلب مني الأمن يؤمها أن اعطيهم (كشفا بجماعة الأخوان في القرية) رفضت الفكرة فقرروا اعتقالي حتى جاء الحاج هائل _رحمه الله _وقابل اللواء أحمد الانسي _مدير الأمن الوطني _حينها _واخرجني من المعتقل وفي اليوم التالي كنت برفقته في مكتب المحافظ محسن اليوسفي الذي كان بدوره يريد أن يأمر بايداعي السجن المركزي، غير أن حضوري برفقة الحاج هائل أحرج اليوسفي وازعجه في آن، ثم انتهي الخلاف بعد أن كلف المحافظ اليوسفي وكيل المحافظة القاضي يحي راصع، ومدير الأمن الوطني أحمد الانسي، ومدير مكتب التربية يحي كابع، وبرعاية الحاج هائل تم طي صفحة الخلاف..
كان الحاج هائل إيقونة العمل الخيري، وتحمل الكثير من المتاعب وكابد الكثير من المشاق كثمن لحبه للعمل الخيري..
اليوم يعيد الحاج عبد الواسع هائل بكل مواقفه وعمله الخيري وحبه لتلمس هموم البسطاء وتقديم يد العون لمن يحتاجها بعيدا عن التباهي والتشهير سيرة والده الراحل ويقتفي اثره بكل مواقفه وسيرته ونرى جهوده في مجال مكافحة ( أمراض السرطان) الذي انشيء لمكافحته مؤسسة وطنية لمكافحة السرطان ووظف كل علاقته في الداخل والخارج رسميا وشعبيا في تقوية هذه المؤسسة ودفعها للإسهام الفعال في مكافحة هذا الوباء القاتل ناذرا نفسه وجهده وطاقته وعلاقته وامكانياته في تعزيز دور هذه المؤسسة وتمكينها من مواجهة جائحة هذا الوباء القاتل الذي اتسع وزاد ضحاياه بفعل الكثير من الظواهر السلبية الجالبة لهذا الداء بدءا من ( شجرة القات) التي تنمو عن طريق المبيدات القاتلة التي تغرق البلاد وتستهلك بجهالة رغم التوعية الرسمية والمكافحة إلا أن كل هذا لم يفيد مع من سيطر الطمع على عقولهم واستوطن نفوسهم الذين يرغبون في تحقيق المكاسب السريعة والعاجلة وأن على حساب أبناء الشعب..
أعمال الحاج عبد الواسع هائل، قطعا لا تحتاج لإثبات ولا لشهادات لا مني ولا من غيري فيكفي أن أعماله الخيرية التي يقوم بها ويتلمسها البسطاء والضحايا كافية لتشهد له ولكل مواقفه الخيرية التي يجهل الكثيرون حقيقتها وحقيقة ما يقوم به الحاج عبد الواسع من أعمال خيرية تطال المريض واليتيم والأرملة والفقير المعدم الذين يزرع الحاج عبد الواسع البسمة على شفاههم..
اتذكر ذات يوم مؤغل من ايام شهر رمضان المبارك وكنت سامر برفقة العديد من الأخوة في منزله في مدينة الحديدة وقرابة الساعة الثانية صباحا ترك من كان في المجلس ( يلعبون الورق _ البطة) واخذني معه بسيارته لم أكن حقيقة اعلم اين سياخذنا وتفاجأت إنه يتجه بنا إلى شارع (صدام) وحي( السلخانة) لتبدأ من هناك رحلة توزيع (الضروف) وكانت مهمتي طرق الباب وترك الضرف الذي يحتوي على مبالغ مالية وكانت الخانة الخلفية بسيارته ( الماركوري) مليئة بالمضاريف، ولم يقف الأمر هنا بل كانت خلفنا تتبعنا كضلنا سيارتان نوع (دينا) مهمتها ومهمة من فيها ان يضعوا سلة غذائية أمام كل باب أطرقه واضع أمامه مضروف.. واتذكر تلك الليلة ان سحارنا كان فوق سيارته _حفظه الله _عبارة عن ( تمر وحليب) ولم نعود إلى حيث أنطلقنا إلا بعد طلوع الشمس وكنا قد ادينا صلاة الفجر في احد الجوامع في ( حارة غليل) وفي الجامع وزع ما تيسر لرواد الجامع واتذكر أن أحدهم اقترب مني يسالني عن هوية فاعل الخير وكان ردي للسائل (علمي علمك قابلته وطلب مني أن ادله على الجامع ففعلت).. حكاية _اقسم برب السماوات والأرض انها حدثت وأول مرة اتحدث عنها _وهي واحدة من حكايات كثيرة جمعتني مع الحاج عبد الواسع هائل، الذي تابعته مؤخرا أثناء توقيع عقد لعلاج مرضى السرطان من أبناء اليمن في القاهرة حيث افتتح فرعا للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، والتي وقعت عقدا مع ( مؤسسة قطرية) تكفلت بموجبه المؤسسة القطرية بعلاج عدة مئات من مرضى السرطان من أبناء اليمن.. هذه المواقف الخيرية واللمسات الإنسانية تستحق الإشادة والتقدير كما يستحق من يقوم بها كل الشكر والعرفان لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله خاصة أولئك الذين يعملون الخير دون مَنْ أو اذي ودون تباهي وتفاخر، هؤلاء الذين تعطي يمناهم ما لا تعلمه يسراهم، الذين يمدون اياديهم لمن يستحقها بلحظة حاجتهم لها. |