ريمان برس -

رحيل هامة وطنية وقبلية واجتماعية وإنسان بحجم ومكانة اللواء فيصل علي عبد الله البحر، لا يمثل خسارة لأسرته ولا لوطنه وحسب، بل مثل رحيله خسارة وخسارة فادحة لأولئك الذي كان الراحل في حالة تواصل معهم يطبب جراحهم ويمد لهم يديه إذا ما تعثروا في دروب الحياة، كان بمثابة البلسم للكثيرين الذين لا يعرفهم أحدا سواه ولا يعرف علاقته بهم غيره.. كان صاحب حضور يمتد بامتداد جغرافية الوطن، كان رجل أمن استثنائي ورحل دولة وواجهة اجتماعية وشخصية اعتبارية، وكأن يمتلك الكثير من الصفات النبيلة المجبولة بمكارم الأخلاق، اجتمعت فيه _رحمة الله عليه _كل الصفات النبيلة التي قلما تجدها في شخص آخر غيره، ومع ذلك لم يسلم من اذي المؤذين وتخرصاتهم، طالته سهام الحقد وذهب البعض بعيدا في حقده ولم يكن رد فعله أكثر من ابتسامة عريضه وترفع عن مجارات ما ذهب إليه البعض..؟!
خسر الوطن وخسرت محافظة تعز شخصية وجاهية واعتبارية ورجل حكيم تميز بكارزمية استثنائية ودماثة إخلاق وقدرة قيادية تمكنه من التعامل مع أصعب واعقد القضايا مهما كانت عامة أو خاصة، ارتبط بعلاقات مع جميع شرائح المجتمع اليمني وعلى مختلف المستويات، بحكم المناصب الحساسة التي تقلدها قال البعض بحقه الكثير وهم قلة لكن غالبية من عرفوه وتعالوا معه يثنون عليه وعلى نبل مواقفه.
اعترف أنني فقدت اخ وصديق وسند، ولكنه قضاء الله الذي لا راد لقضائه، كان آخر لقاء به في استراحته في مفرق ماوية أو المقيل الذي كان يلتقي فيه بالاصدقاء، تناقشنا في ذلك المقيل عن كثير من القضايا الوطنية فكان صاحب رأي حصيف ونظرة ثاقبة وقدرة على استشراف آفاق الأحداث، كان _ رحمه الله _يتمتع بفراسة ورؤية عميقة، وثقافة موسوعية ليس في نطاق الأحداث وابطالها، بل حتى في (الانثربولوجيا الاجتماعية) والمكونات الاجتماعية والقبلية اليمنية.
هادئا دائما بحديثه ومستمعا جيدا، وصاحب شخصية ساحرة، أضف لكل هذه الصفات انه كان _رحمة الله تغشاه _ رجل حل وعقد وخدوم لكل من يقصده حتى دون سابق معرفة به،لم يكن يرد احد لجاء إليه بخدمة مهما كان طلبه.
رحمك الله يا شيخ فيصل واسكنك فسيح جناته انا لله وانا اليه راجعون.. ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم  وحسبنا الله ونعم الوكيل، واسأل الله ان يجعل الجنة مثواك مع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.