ريمان برس - خاص -
وصفت _اليمن _بالكثير من التسميات ولقبت بالعديد من الألقاب الدالة على عظمتها وتميزها عن باقي بلدان العالم، فهي _اليمن السعيد _واليمن الخضراء _ وأرض الجنتين _وبلاد الحكمة والإيمان _ وأرض البخور _والبلاد المقدسة _وأسماء كثيرة وألقاب أطلقت على هذه البلاد، والمؤسف إنها لم يكن لها ( نصيب) لأ في اسمائها ولا في ألقابها، نعرف إنه وبعد واقعة ( كربلاء) لجاء إليها الكثيرون من بطش أطراف الصراع، كما لجاء إليها كثيرون من حملة الفكر وأصحاب المدارس الفكرية ومن مختلف المدارس الدينية والمذهبية، واحتضنتهم اليمن وهم من تحدثوا عنها وعن أهلها بكل جميل من باب رد الجميل..!
لكن _اليمن _ في العصر الحديث انقلبت على مبدعيها وأدارت لهم _ ظهر المجن _إنقلاب قاتل ومدمر لكل القدرات الإبداعية لدرجة أن أصبح من المستحيل فيها ان يظهر (بردوني) أخر ولا حتى شبيه، ولا يمكن أن يوجد فيها (مقالح) أخر ولا (جاوي) ولا (شحاري) ولا ( ربادي) ولا (فضول) ولا (جابري)، كما يستحيل أن يظهر فيها (عبد الحبيب سالم ) أو حتى شبيها له..؟!
كما أن من الصعوبة بروز قدرات إبداعية تتماهي مع إبداعات (أيوب) و(عبد الباسط) و(السمة) و (الأنسي) و(الحارثي) و (المرشدي) وغيرهم من الهامات الإبداعية التي أعطت هذه البلاد كل حياتها ولم يأخذوا منها غير الجحود والنكران والتنكر..؟!
بيد أن أزمة المبدعين زادت وتفاقمت خلال الأزمة والفتنة والحرب، وفيما انقسمت اطياف الصورة وذهبت كل جماعة ترعى اتباعها ومن يؤيدها، فأن شريحة واسعة من القدرات والكفاءات الإبداعية المستقلة التي لا تنتمي لأطراف الأزمة وجدت نفسها مهمشة يتجاهلها الجميع، وأصبح بالتالي هناك شريحة واسعة من المبدعين في مجالات الشعر والأدب، والصحافة والاعلام، وجدو أنفسهم يصارعون من أجل البقاء، يعيشون في مواجهة حراب الذل والحاجة والقهر والجوع والتشرد، كوادر إبداعية ومهنية وطنية صادقة في إنتمائها لوطنها وشعبها رافضة المساومة على مواقفها أو التفريط في مبادئها وان كان الثمن الجوع والتسول وأمتهان الذات.. قدرات إبداعية وطنية تراها (سلطة صنعاء، بأنهم بقايا من سلالة (يزيد وبني أمية) وتنظر إليهم (شرعية الفنادق، بأنهم بقايا من سلالة مجوسية)..؟!
وإلا كيف نفسر هذا الجحود الذي يطال هذه الشريحة الإبداعية التي تعد صفوة المجتمع؟ وهذا التنكر القاتل والتهميش الذي يبدو ممنهحا من قبل كل أطراف الصراع الذين يرفعوا شعار ( من لم يكن معنا فهوا ضدنا) مع أن المبدع ليس مهما أن يكون مع هذا الطرف أو ذاك بل المهم أن يكون مع الوطن ومنحاز للشعب ومعبرا عن أحلامهما وتطلعاتهما..
يمن _ اليوم _ للأسف أصبحت مرتعا لحملة ( البنادق) و( المباخر)، وغياب المكونات المهنية الفاعلة من نقابة الصحفيين الي اتحاد الأدباء ظاهرة ضاعفت من معاناة شريحة واسعة من أعضاء هاذين الكيانيين المهنيين الذين أصبحوا يعانون الأمرين، توفير لقمة العيش لاسرهم وتوفير تكاليف السكن والتحرر من إذلال وإهانة يومية يواجهونها من قبل المؤجرين الذين أصبحت أصواتهم بالنسبة لهذه الشريحة واطفالهم واسرهم مصدرا للخوف والرعب أكثر ألف مرة من أصوات ( هدير طائرات العدوان) وأصوات قنابلها الإرتجاجية التي تلقيها على رؤس شعبنا..؟!
أن ما تعانيه شريحة المبدعين من كتاب وصحفيين وادباء وشعراء ينتمون لهذا الوطن يمثل فضيحة ووصمة عار في جبين صناع القرار وأطراف الأزمة، ونقطة سوداء تلطخ عهدهم الماساوي، خاصة وأن هذه الشريحة التي قبلت أن تعيش قساوة الحياة والمعاناة حبا بوطنها وتمسكا بقيم ومبادئ امنت بها ورفضت أن تفرط بها وبقيمها ومبادئها، وإلا ما كان هذا حالها، وكأن بمقدورها أن تخوض مع الخائضين وأن تغادر مع المغادرين وتقتات رزقها وأن على دماء الشعب والوطن مثلها مثل آخرين غادروا الوطن وكانوا يعانون من ( سوء التغذية) وأصبحوا اليوم يعانون من ( التخمة) ومن داء (النقرس)، وقد _ امتلكوا الشقق الفاخرة _ والنسبة الغالبة منهم لا يتمتعون وأن بنسبة ضئيلة من قدرات مهنية وإبداعية يتمتع بها مبدعي الداخل المهمشين..؟!
فهل من لفتة مسؤلة تطال هؤلاء المبدعين؟ الا يستحقوا لفتة كريمة من حكومة التغير والبناء في صنعاء وأن من خلال ( الهيئة العامة للزكاة) التي يفترض أن تطال مكارمها هذه الشريحة وتساهم بحل معاناتهم..؟!
للموضوع صلة |