ريمان برس - خاص -
منذ تأسست إمبراطورية الشر الأمريكية وهي تخوض حروبا همجية ووحشية، حروب لم يسلم منها الداخل الأمريكي، الذي عاش حربا أهلية طاحنة ارتكب خلالها جنود الشمال الأمريكي المنضويين في إطار القوات الفيدرالية أبشع الجرائم بحق أبناء جنوب أمريكا، وأمريكا الدولة الليبرالية وعاصمة العالم الحر، ودولة القانون والمساواة إلى آخر الشعارات الزائفة والكاذبة التي روجتها ماكينتها الإعلامية الجبارة وصدقها الأغبياء من أبناء أمتنا تحديدا، مع العلم أن هذه الدولة بدأت رحلة تحضرها باستعباد أبناء أفريقيا الأحرار الذين تعرضوا لأكبر جريمة في تاريخ البشرية ارتكبتها بحقهم أمريكا حين ذهبت بسفنها الي سواحل أفريقيا واقنعت مواطني أفريقيا بأنها توفر لهم أعمال تكفل لهم الثراء وحياة معيشية راقية فصدقوا الغلابة سماسرة أمريكا وصعدوا على متن سفنهم حالمين بحياة الرفاهية ولم يكونوا يعرفوا انهم وفقط على بعد عدة أميال بحرية سوف يتحولون إلى (عبيد) وسلع تجارية تباع في أسواق إمبراطورية الشر، ولتنهض أمريكا على اكتاف أولئك الأفارقة الذين شقوا الطرقات وزرعوا الحقول، وشقوا السكك الحديدية وشيدوا الأبراج، وقضى أكثر من 50 مليون أفريقي نحبهم في عصر تعمير أمريكا..!
وقبل استعباد وإبادة الأفارقة، قامت أمريكا الليبرالية المتحضرة وعاصمة العالم الحر بإبادة أكثر من 100 مليون من سكان أمريكا الأصليين من الهنود الحمر فيما من بقى منهم لايزالون حتى اليوم يعيشون في 380 محمية لا يحملون هويات ولا أوراق ثبوتية ولا يغادرون محمياتهم، يعيشون حياة بدائية فهم محرومين من كل الخدمات التي يتمتع بها سكان أفقر الأحياء الأمريكية، إذ أن الدولة الأمريكية تحرم سكان المحميات من خدمات المياه والمجاري والصحة والكهرباء ولا تعاملهم كبشر بل كمخلوقات هلامية محاصرين خلف أسوار المحميات..؟
أمريكا التي اعتادت أن تجعل الآخرين يحاربون نيابة عنها ثم تأتي في نهاية الحروب لتصادر انتصارات الآخرين وتنسبها لنفسها.. حدث هذا في الحربين الأولى والثانية..!
إمبراطورية تعيش على نهب ثروات شعوب العالم وتتحكم باقتصاد العالم بحكم فرضها عملتها الدولار كعملة عالمية، تسيطر على غالبية مخزون دول العالم من الذهب كضمان للعملات فيما هي لا تملك سوي الدولار كعملة ضامنة مع ان ديونها تتجاوز ( 36 ترليون دولار) حسب اخر تقرير صادر عن ( مركز كارتر للدراسات الاستراتيجية) في واشنطن..!
هي إمبراطورية استعمارية مارقة تجردت من كل قيم الليبرالية وانتهكت وتنتهك كل القوانين الدولية بما في ذلك حقوق مواطنيها، تفجرت مؤخرا في أوساطها الاجتماعية والنخبوية أزمة هوية ووجود، ورحلة أفولها ابتدأت في عهد جورج بوش الأبن..؟!
مشروع أمريكا اليوم هو السيطرة على ثروات العالم وأحكام قبضتها على ودائعهم في بنوكها التي اساسا لم يعد لها وجود _كبنكنوت _ وأنها مجرد ودائع مستندية تريد أمريكا _ترمب _تسويتها وإغلاق ملفاتها مع أصحابها، بل وإجبارهم على دفع مبالغ إضافية بصورة تعويضات عن خسائر تزعم خسارتها في فوارق التعريفات الجمركية ويحاول ترمب جمع ترليونات من الدولارات بشكل تعويضات من الدول الحليفة لأمريكا التي استغلت التسهيلات والدعم الأمريكي لتقوية اقتصادها من خلال مساعدة أمريكا لها والمطلوب اليوم من هذه الدول أن تدفع تعويضات لأمريكا، في محاولة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار..!
حروب ترمب في المنطقة والعالم تأتي تحت هذه اليافطة وأيضا بهدف تطويق النفوذ الصيني ( التنين ) الذي يهدد بابتلاع الاقتصاد الأمريكي والذي تجد أمريكا نفسها فعلا عاجزة عن مواجهته..؟!
يجزم كل المراقبين العقلاء بفشل مخطط ترمب الهادف لإنعاش اقتصاد بلاده، وأن الكثير من العوائق والتحديات تواجهه، وأن ترمب بحد ذاته لن يكون سوي صورة أخرى من (جورباتشوف)،وأن على يديه سوف تتفكك أمريكا أو على الأقل سوف تنزل من على شجرة الهيمنة الي الأرض وقد تبقى دولة عظمى بحكم ترسانتها العسكرية وقدراتها التقنية المتاحة، التي ستكون بعد عقدا من الزمن متخلفة مقارنة بما ستكون عليه التقنية الصينية..!
أن الحديث عن العصر الذهبي لأمريكا هو مجرد وهم لا يختلف عن كثير من الأوهام التي يسوقها الساسة في الغرب ثم لا يتحقق منها شيئا، ومنها وعود ترمب ذاته التي أطلقها قبل وأثناء الانتخابات، ثم تلاشت وتراجع عنها بعد وصوله للبيت الأبيض، واعتقد ان هذا مقياس فيه من الكفاية للتدليل على أكاذيب الرجل ودجله. |