ريمان برس - خاص -
درامية عبثية ملونة باطياف سريالية، تلك التي تعنون أزمتنا التي تبدو وكأنها _ فنتازية _ شكلتها ريشة (سلفادور دالي) و( أزمير ميكل أنجلو)، وعلى جدارية العاهات المتجددة، تم تدوين قصص وحكايات بدءا من قصة ( هابيل وقابيل) إلى حكاية ( الدواعش، والمجوس).. جدارية لم تغفل في اطيافها الإشارة إلى أساطير العماليق، وقصة (البؤساء) وحكاية ( أحدب نوتردام)، درامية أعادة ( لشُعب باب المندب) قصة التسمية الأولى وذكري السفينة الخشبية الأولى للغازي الروماني الذي حضر ولم يعد فضل أهله يندوبون غيابه الابدي فأشتق اسم المضيق من (الندب) أي من البكاء على من ابتلعهم المضيق..؟!
قيل أن أي باحث أو مهتم بحالنا العربي إذا ما تأمل خارطتنا القومية، سيري أن هناك سياسية ثابته للغرب تستهدف عزل الساحل العربي عن الداخل، هكذا نجد الأمر على ساحل البحر الأبيض والخليج والمحيط واخيرا البحر الأحمر، والساحل في احيانا كثيرة يكون للغالبين أو معهم، والداخل متروك لتناقضات أهله وخلافاتهم..؟!
في أحداثنا نستحضر بكثير من الغباء أحداث التاريخ، ونتوه في تفاصيلها، نتسمر في الماضي ونتجاهل درامية الحاضر وننسي المستقبل..؟!
نعاني من أزمة الوعي، ونفقد القدرة على الوعي بالأزمة التي نعيشها..؟!
نجتر كل أحداث التاريخ القديم، ونسقطها على أحداث اللحظة التاريخية، تبرمج عقولنا في أعماق ماضينا ونفقد كل ممكنات التعامل مع حاضرنا فيما المستقبل لا يعنينا..!
ذات يوم قال لنا (فرويد) أن (الإنسان كان بالأساس قرد ثم تطور بفعل ( الميثولوجيا البشرية) التي اطلق عليها نظرية ( التطور والنشو) وصدق بعضنا اكذب نظرية اثبت ( علماء الانثربلوجيا) وعلما النفس عدم صحتها، مع أن ( الله سبحانه وتعالى) قد اثبت لنا هذه الحقيقة قبل الف وأربعمائة عام وبضعة أعوام ومع ذلك فينا من أخذ نظرية ( فرويد) وراح يسوقها..؟!
( شاعر بريطانيا ومغنيها بايرون) غني ذات يوم وقال : لليمامه عشها وللثعلب كهفه، ولكل شعب أرضه إلا اليهودي فليس له غير غير قبره :غناء اغنيته بالعبرية فتحركت لها بريطانيا العظمى ساعية بإنشاء (جمهورية يهودية في فلسطين، فيما فرنسا تريد مملكة مسيحية عاصمتها القدس..؟!
لم يكن العرب في وعيهم رغم معرفتهم بكل هذه الحقائق..؟!
نحن جزءا من هذا المناخ العربي الموسوم ب( اللاوعي) في التعاطي مع كل أزماتنا، بدليل إننا نستحضر في أزماتنا ما لا يجب أن نستحضره من المفاهيم، لكننا نفعل ذلك لأننا لم نرتقي لمرحلة تمكنا من الوعي بأزماتنا لأننا حين نصل إلى هذه المرحلة من الوعي بأزماتنا فلن يكون عندها لدينا أزمات..؟!
بدليل أن من صنعوا أزمة اللحظة التاريخية هم أكثر جهلا بنهايتها، أو على أي شاكلة ستاتي النهاية، وهكذا يتحول غياب الوعي بالأزمة إلى حالة من مقامرة إنتحارية نجتر فيها قوانين وقواعد (المصارعة الرومانية القديمة) التي لا تنتهي أن بدأت إلا بسقوط احد المصارعين قتيلا في الحلبة..؟! |