الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في إحدى ايام عام 1968 م عاد من مأرب برفقة الشيخ مجاهد أبو شوارب بعد أن تمكنوا من تطهير المحافظة من فلول النظام الملكي البائد وبعد أن استقرت أوضاع المحافظة في كنف النظام الجمهوري

الجمعة, 21-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -

في إحدى ايام عام 1968 م عاد من مأرب برفقة الشيخ مجاهد أبو شوارب بعد أن تمكنوا من تطهير المحافظة من فلول النظام الملكي البائد وبعد أن استقرت أوضاع المحافظة في كنف النظام الجمهوري.. كان الشيخ مجاهد قد حصل على ترقية ومكانة في مفاصل النظام الجمهوري، وكان وضعه الجديد يتطلب أن يحضي بمنزل جديد يليق بمكانته الجديدة ويستوعب زواره والمراجعين، وبالتالي لا بد له من أن ينقل لسكن جديد يليق به، وثمة منزل جاهز في شارع القصر يجاور  (السفارة الصينية) قيمته (عشرين ألف ريال) ولكن الشيخ مجاهد لا يملك المبلغ فكان لابد من زيارة الشيخ عبد الله الأحمر (نسب) مجاهد وإقتراض المبلغ منه لحين ميسرة..؟!
في ديوان الشيخ عبد الله بمنزله الواقع بحي (الحصبة) تم طرح الأمر على الشيخ عبد الله الذي أجاب بالموافقة بشرط أن ( يتنازل الشيخ مجاهد عن كل املاكه في منطقة  خارف للشيخ عبد الله نظير المبلغ)..؟!
كان الشيخ مجاهد جالس القرفصا أمام الشيخ عبد الله حين امتدت يد رفيقه لتسحبه من كتفه ويغادرا ديوان الشيخ حتى اوصله للخارج واقعده خلف مقود السيارة العسكرية الروسية وطلب منه العودة للمنزل على أن يلتقوا بعد ساعة.. كان هذا الرفيق للشيخ مجاهد هو اللواء درهم عبده نعمان الحكيمي الذي كان أيضا من أشار للشيخ مجاهد باقتراض المبلغ من الشيخ عبد الله غير أنه كان أكثر من صدمه موقف الشيخ عبد الله ربما أكثر من صدمة مجاهد.. غادر الشيخ مجاهد حي الحصبة باتجاه منزله وغادر درهم نعمان المنطقة على متن دراجة (شيكية) كانت تملي بضجيجها شوارع العاصمة متجها إلى شارع على عبد المغني وتحديدا إلى (فندق الزهراء) ليلتقي صديقه وصديق الأجيال رجل الأعمال عبد القوي عثمان على الاغبري _ رجل السياحة الأول باليمن _ وبكثير من المرارة والقهر حكي درهم نعمان الحكاية لصديقه وصديق الأجيال عبد القوي عثمان ما حدث له والشيخ مجاهد في ديوان الشيخ عبد الله.. استمع عبد القوي عثمان الحكاية، ثم اتجه نحو الخزنة وأخرج منها المبلغ المطلوب وسلمه لصديقه درهم نعمان مشترطا عليه شرطا غير قابلا للحنث تحت أي مبرر وهو أن لا يعرف الشيخ مجاهد مصدر المبلغ..!!
هرول درهم نعمان نحو رفيقه الشيخ مجاهد  وسلمه المبلغ رافضا بالمطلق أخبار رفيقه عن مصدره، ولا من أين وكيف دبره وبهذه السرعة..؟!
هذه بعض مواقف اللواء درهم عبده نعمان الذي كان ليس رجل دولة وشخصية عسكرية ودبلوماسية واقتصادية وقائد إداري بل كان قبل كل هذا إنسانا ورجل لا يخذل أهله ولا يقبل برؤية صديق أو رفيق يتعرض لمشكلة دون أن يكون جزءا من حلها..
من الصعب الحديث عن مناقب رجال الرجال الذين تركوا بصماتهم في مسار تاريخنا الوطني واحداثنا ونحتوا في ذاكرتنا مواقف بطولية وإنسانية يصعب بل يستحيل طمسها وستبقى مواقفهم البطولية والإنسانية تتناقل في ذاكرة الأجيال كابرا عن كابر وجيلا بعد جيل، فالحمدي وعبد الله عبد العالم، وعيسى محمد سيف، وعبد السلام مقبل، ومحمد ابراهيم، وأحمد سيف الشرجبي، وعبد الودود الخامري، ومنصور عبد الجليل، ومحمد صالح فرحان، ومحمد سيف الوحش، وعبد الرقيب الحربي، وعبد الرقيب عبد الوهاب، ورموز آخرين ممن صنعوا ملاحم مجدنا الوطني اصابوا أو اخطاؤا لكن يظلوا رموزا وطنية سعوا لبناء مجد وطن وتحقيق تطلعات  واحلام شعب..
رحيل اللواء درهم عبد نعمان هذا البطل السبتمبري والاكتوبري والوحدوي، حدثا مؤلما وقاس في إيلامه وتزداد القساوة بهذا الفتور الرسمي الذي قوبل به رحيل هذا الهامة الوطنية الذي يكفيه حب الناس ويكفيه ما ترك خلفه من مآثر وذكريات يصعب نسيانه، لكن بذات القدر كان يستحق الرجل تفاعلا رسميا أكثر وفاء ويتماهي مع مواقف الراحل وادواره الوطنية..
لكن يبقى عزاؤنا برحيل هذا الهامة الوطنية انه رحل في زمان هو فيه أكبر بتاريخه النضالي الوطني وسيرته ومسيرته النقية من أولئك الذين يتربعون على مراكز صناعة القرار الوطني الذين بتجاهلهم لرحيل هذا البطل والإنسان والمناضل إنما يعكسون حالة الدونية التي يعانون منها أمام عظمة رجل بحجم ومكانة وتاريخ اللواء درهم عبده نعمان الحكيمي الذي ستبقى سيرته العطره تحتل تجاويف ووجدان ذاكرة الأجيال.
للموضوع صلة
https://t.me@ameritaha

[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)