ريمان برس - متابعات - تتمسك السلطات اليمنية بشدة بالهجمات التي تنفذها الطائرات الاميركية بدون طيار، والمسماة «درون»، وتؤكد على فاعليتها في الحد من انتشار وتوسع تنظيم القاعدة بسب افتقاره للتكنولوجيا القتالية التي تسهل عليه التغلب على الطبيعة الجغرافية الصعبة التي مكنت التنظيم التنقل والاختباء، في ظل عجز السلطات عن بسط سيطرة الدولة على كافة أرجاء البلاد.
وعلى الرغم من الانتقادات التي خلفتها الهجمات الأخيرة لهذه الطائرات، والتي أدت إلى مقتل أكثر من مئة من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، إلا أن صنعاء أكدت، وعلى ثلاثة مستويات سياسية وعسكرية وأمنية، استمرار تمسكها بالتعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب.
احترام الاتفاقيات
ويقول المستشار السياسي لرئيس الحكومة علي الصراري إن السماح للطائرات الأميركية بدون طيار باستهداف المرتبطين بالتنظيم يتم بموجب اتفاقية وقعها النظام السابق مع الولايات المتحدة، وما تفعله الحكومة الحالية هو تنفيذ تلك الاتفاقية. ويجزم المسؤولون في اليمن أن الاتفاق الذي وقعه نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح مع الولايات المتحدة، والذي منح واشنطن حق استهداف المشتبه بانتمائهم للتنظيم بواسطة الطائرات بدون طيار، حد من قدرة «القاعدة» على استهداف المنشآت الحيوية والبعثات الأجنبية، في وقتٍ تزداد قدرته على الأرض في بعض المناطق.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي أبدى إعجابه بقدرة هذه الطائرات على اصطياد المطلوبين على ذمة الانتماء للتنظيم، في حين أكد للسفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين استمرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وأشاد بالدعم الذي تقدمه واشنطن لنظامه في هذا المجال، على الرغم من معاتبته إياها لاغلاق سفارتها في العاصمة اليمنية.
بدوره، أعلن وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر محمد في لقائه السفير الأميركي في صنعاء «تقديره لدور الولايات المتحدة الداعم والمساند لليمن وخيارات الشعب اليمني في التنمية والبناء والحوار الوطني وفي إنجاح التسوية السياسية»، مؤكدا أن «الشراكة القائمة بين اليمن والولايات المتحدة الاميركية تخدم البلدين وتسهم في إرساء مقومات الأمن والسلم في المنطقة بكاملها، كما أشاد بدعم الإدارة الاميركية لليمن ووحدته وأمنه واستقراره».
عجز أمني
ويرى المراقبون أن عجز السلطات اليمنية عن بسط سيطرة الدولة على كافة أرجاء البلاد ووجود بيئة تبدو حاضنة للجماعات الدينية المتطرفة، بسبب انتشار الأمية والطبيعية المحافظة للمجتمع الذي يعيش ثلثي سكانه خارج المدن، تساعد عناصر التنظيم على التنقل والاحتماء بعيدا عن أعين الأمن، إلى جانب الضغوط السياسية والاقتصادية التي تعرض إليها اليمن داخليا وخارجيا، يدفع صنعاء إلى القبول باستمرار تلك الهجمات.
تواطؤ وتآمر
وفي ظل حديث عن تواطؤ أطراف في أجهزة الأمن والجيش، خرج قائد المنطقة العسكرية الرابعة محمود الصبيحي ليقول إن «أعمال العنف في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج خلال الأيام الماضية خطط لها مسبقا من قبل سبعين شخصا دخلوا المدينة في يوليو الماضي لتنفيذ أعمال إرهابية واغتيال مسؤولين». وتابع أن «هناك تآمراً مع تلك العناصر من داخل الأجهزة الأمنية نفسها، وأن أعدادا كبيرة من أبناء مدينة الحوطة ومنطقة تبن شاركوا في معارك زنجبار وجعار مع أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة».
صعوبات وتقنيات
وتكشف تصريحات الصبيحي، وهو القائد العسكري لمحافظات عدن ولحج وتعز، حجم الصعوبات التي يواجهها الجيش والأمن في اليمن في ملاحقة عناصر «القاعدة»، التي تنتشر في مناطق مأهولة بالسكان، وعدم امتلاك هذه القوات للتقنيات الحديثة في الرصد والمتابعة.
مقتل العشرات
قال مرشح الرئاسة الأميركي السابق رون بول إن الولايات المتحدة شنت على مدار الأسابيع الماضية ما لا يقل عن ثمانية هجمات بطائرات بلا طيار أدت إلى مقتل العشرات. ووصف بول في مقال ما حصل بإنها أكبر عملية تصعيد تقوم بها الولايات المتحدة في اليمن خلال أكثر من عقد من الزمن. البيان |