الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 

قبح الله ( السياسة ) ما أبشعها وما أحقر تداعياتها ؛ إنها الدوامة التي جرفت الجميع إلى جوفها ولم يعد هناك ناج من غبارها في الريف والحضر ؛ فالكل منهمك في تفاصيلها والكل يخوض فيها والجميع له شأن معها ولكل طريقته في التعامل بها ..؟!!
سياسة فرقت الموحدين وجمعت المتمصلحين ووحدة اللصوص وزاوجت بين القتلة وجعلت الفاسدين إخوة يؤازر بعضهم بعضا ..
وطغت المفردات السياسية عن كل شيء وحيث تولي وجهك فثمة جدل سياسي .. في الأسواق والمطاعم والمشافي

الثلاثاء, 15-ديسمبر-2020
ريمان برس_ خاص -


قبح الله ( السياسة ) ما أبشعها وما أحقر تداعياتها ؛ إنها الدوامة التي جرفت الجميع إلى جوفها ولم يعد هناك ناج من غبارها في الريف والحضر ؛ فالكل منهمك في تفاصيلها والكل يخوض فيها والجميع له شأن معها ولكل طريقته في التعامل بها ..؟!!
سياسة فرقت الموحدين وجمعت المتمصلحين ووحدة اللصوص وزاوجت بين القتلة وجعلت الفاسدين إخوة يؤازر بعضهم بعضا ..
وطغت المفردات السياسية عن كل شيء وحيث تولي وجهك فثمة جدل سياسي .. في الأسواق والمطاعم والمشافي وفوق الباصات وفي الدواوين وحيث يجتمع شخصان تكون السياسة ثالثهم إنها شيطان العصر بلا منازع ..هي سيدة الموقف في كل شبكات التواصل وأوراق الصحف وعلى شاشات الفضائيات ..
كتاب وصحفيين أدباء ومثقفين غارقين جميعا في دوامة هذه المدعوة ب ( السياسة ) وكأن لا شيء جميل في هذه الدنياء يستحق التأمل والتناول والخوض فيه ..
في لحظة نزق من كل شيء حاولت الهروب من القنوات الإخبارية إلى قنوات الأطفال فصعقت من هول ما تبثه قنوات الأطفال من برامج قاتلة للطفولة تنوعت بين البرامج ( التافهة ) والقاتلة للنمو العقلي لدى الطفل وأخرى خيالية تكرس فكرة وثقافة الحرب والقتل والموت ..؟ أي جنون هذا الذي يعنون حياتنا كبارا وصغارا ؟ كيف ؟ وما هو ؟ مستقبل أطفالنا وأجيالنا القادمة على ضوء ثقافة اليوم التي تعمم في كل المحافل ؟!
هناء حيث لا مكان بقى للاهتمام بالنشيء ولا باحترام عقلية الكبار ..الكتاب غارقين في المستنقع السياسي ولا شيء غيرهم يشدهم ولا قضية غير السياسة تشغل بالهم وتحرك اقلامهم ..لا الثقافة ولا الجغرافية ولا الطبيعة ولا التضاريس ولا التراث والأثار ولا الفن ولا الأدب لا شيء من كل هذا يشغل بال الكتاب ويحرك اقلامهم ومحابرهم غير السياسة وهمومها وأدواتها وكأن الله خلق البشر ليخوضوا في هذا المعترك القذر دون سواه ؟!
نعم وعلى مدى قرابة عقد كامل وأنا أتمنى قرأة كتاب أدبي يحمل في صفحاته قصص أدبية أو شعرية من ابداعات الجيل الحالي على غرار ما ابدعته انامل القاص الراحل محمد عبد الولي أو كتلك التي سطرها الراحل المبصر في بلاد العميان الأستاذ عبد الله البردوني ؛ أو ؟ أو ..أو ...أو..؟
بل أتمنى قرأة مقال صحفي ذو صبغة أدبية يعيد للذاكرة أدب الرحلات وانطباعات الأدباء بعيدا عن الهموم السياسية ونزقها وملاحمها الزائفة .؟!
بل لا ضير من عمل أدبي ذو نكهة سياسية على غرار ( صنعاء مدينة مفتوحة ) للراحل محمد عبد الولي أو قصة ( إعدام السجان ) للراحل الدكتور عصمت سيف الدولة ؛ أو حتى على غرار كتاب الزميل محمود ياسين الأكثر من رائع والموسوم بعنوان ( مدن لا يعرفها العابرون ) ويعد أجمل ما سطره قلم صحفي يمني حتى الان ..
نعم لماذا لا يكتب الكتاب عن الفن والجمال عن الطبيعة عن التراث عن أغاني الفنانين وابداعاتهم التي اشك في أن الزمان قد يجود لنا بمثلهم .
لماذا أشك ؟ لان جيل تربى في واقع كواقعنا اليوم يصعب التكهن بقدرته على اقتفاء أثر عمالقة تركوا بصماتهم على جبين الوطن أمثال البردوني والفضول وأبو ماهر والحضراني والديلمي عباس والجابري أحمد والقرشي عبد الرحيم والوريث أسماعيل ؛ بل أشك أن الله سيكرمنا بصحفيين أمثال الأستاذ عبد الباري طاهر ومحبوب علي وعبد الرحمن بجاش وحسن عبد الوارث ومنصور هائل وخالد سلمان وعلي السقاف والكثير من الكوادر الصحفية والإعلامية الذين تركوا بصماتهم ثم تواروا يتدثرون قهرهم على وطن تقيده اللصوص والقتلة ويعيث فيه عبثا الفاسدين وأعوانهم ؟
مؤلم حد القهر والتحسر أن نجد شيطان السياسة هو الطاغي على محابر الكتاب وأقلامهم وهو الحاضر دوما على أعمدة الصحف وشاشات التلفزة ؛ وفي اهتمامات الناس وحواراتهم حتى داخل الأسرة الواحدة رغم كل الضروف القاهرة التي تعيشها الأسرة اليمنية ورغم كل ما يكنفها من معانات وهموم لكن تجد الهم السياسي حاضرا في كل بيت وعلى كل سفرة حتى يخيل لي أن السياسة غدت الوسيلة المثلى لدى الجميع للهروب من واقعهم المأساوي ؛ لكن يبقى السؤال لماذا السياسة دون غيرها ؟ لماذا لا نهرب للأدب والفن والتراث والجغرافية والتاريخ ؛ والمؤسف أن هناك من هربوا للتدين وقد تحول غالبيتهم إلى قتلة ومجرمين وقطاع طرق لانهم دخلوا التدين من بوابة الخطاء التي صممت للتظليل وليس للتنوير غالبا ؛ فالدين بالأساس دين رحمة ومحبة وقيم وابداع وثقافة وهناك فرق بين من استئجار بالدين أو تصنع التدين ففي المحصلة تم ربط الدين بالسياسة وبدلا من تدين السياسة تم تسيس الدين ..؟!!
مؤلم أن نعيش هذا الاجداب والتصحر العقلي والفكري والأكثر إيلاما أن يعيش المبدعون أنفسهم أسرى لواقع تم تنميط حركته وتسوير تداعياته وإلها الناس بقضايا عبثية أبرزها السياسة التي قتلت ملكات الإبداع ومزقت أواصر المبدعين ونسيج المجتمع وكل يرى في نفسه ( سقراط ) أخر أو ( أفلاطون ) عصره .

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)