ريمان برس_ خاص -
مشكلتنا في بلاد العجائب التي هي بلادنا أن كل ظاهرة سلبية نجد لها أنصار ومشجعين وخاصة أن كانت هذه الظاهرة تستهدف الانتقاص من هيبة الدولة وتعمل على إقلاق السكينة المجتمعية وأثارة النعرات ومخالفة النواميس والأعراف الاجتماعية ..بل هنا ثمة ظاهرة سائدة ومكتسبة وهي أن كل عمل يستهدف الدولة والنظام والمؤسسات يلقى التشجيع من قبل البعض الذين درجوا على مناصرة كل مخالف للقانون وتصويره بصورة الضحية وتجريم دور الدولة ومؤسساتها وهذا ما حدث يوم أمس من قبل البعض فيما يتعلق بقضية أزمة ( حيمة التعزية ) ولهذه المنطقة دورا في إقلاق السكينة واحتضان كل خارج عن القانون وعلى مدى عقود ظلت حيمة تعز مقلقة للسلطة المحلية بالمحافظة وما كان لها أن تكون كذلك لو لم يجد الخارجين عن القانون فيها تواطؤ من قبل بعض الجهات الرسمية خلال الفترات السابقة ممن كانوا يجدون في حكاية هذه المنطقة وسيلة لابتزاز الدولة ومصدر إنفاق أو تغطية لفشل السلطة المحلية التي كان بعض مسئوليها يتخذون من حال المنطقة وما يجري فيها ذريعة للتغطية عن اخفاقاتهم أمام السلطة المركزية ربما اقتداء بما كان يقوم به بعض مسئولي السلطة المركزية مع ظواهر مماثلة تحدث من قبل بعض المنتسبين لقبائل الطوق وعلى قاعدة ما فيش حد أحسن من حد ..؟!!
لم تخضع حيمة التعزية طيلة عقود للسلطة المحلية وحين كانت تحدث بها بعض الظواهر المقلقة للأمن والسكينة كانت تتحرك حملات أمنية طيارة وعابرة نحوها ولم تكن تلك الحملات تصل المنطقة حتى يكون المطلوبين قد تركوا الوادي وتحصنوا بالجبال وبعد يومين أو ثلاث بالكثير تعود الحملة أدراجها الى المدينة أو مركز المديرية فينزل المعنين ينتقمون من مواطني المنطقة ويمارسون معهم سلوكيات مثيرة والويل كل الويل لمن تعاون منهم مع السلطة المحلية وأجهزتها او طالب وتحمس لتحقيق أمن واستقرار المنطقة إذ يطاله غضب وتنكيل المطاريد مع كل أفراد أسرته حتى أن مواطني المنطقة ممن كانوا يتطلعون لتحقيق استقرار وسكينة منطقتهم غضوا الطرف عن هذا الهدف أو هذه الغاية حين وجدوا أن التعلق بقشة الدولة والرهان على دورها وحسمها في تحقيق الأمن وسائل قاتلة وغير مجدية فدفعهم واقع الحال إلى التعايش مع مجاميع مخلة بالقانون والسكينة ومخالفة لكل الأعراف والقيم من قطاع طرق وقتلة وخلايا إرهابية وزعامات تريد إعادة مجد دولة الخلافة وهيبتها من قرية يعاني أهلها الخوف والقهر وترقب المجهول وأجهزة دولة متراخية ولا يهمها معاناة بسطاء الناس طالما وهناك ما يشبه الحبل السري الذي يربط هذه المجاميع ببعض رموز السلطة المحلية كظاهرة تعكس بشاعة منظومة الفساد التي كانت قائمة حينها وربما حتى اليوم ..؟!!
بيد أن الحملة التي قامت بها السلطة المحلية في منطقة الحوبان ربما لم تحدث منذ ثلاثة عقود وأكثر فقد دخلت قوات الأمن الى المنطقة وفرضت سيادة النظام والقانون وفق المتاح من عوامل السكينة الاجتماعية والقدرات والتي قد نأخذ هذا الموقف على قاعدة أن الله لا يجمع بين عسرين إذ من غير المعقول والمقبول أن يكون هناك حصار وعدوان وظروف قاسية متعددة الأوجه وفوق كل هذا تمرد وبلطجة ودواعش وقاعدة وتكفير ورعب وتخويف للعباد وإقلاق لسكينتهم فكان لا بد من حسم المشكلة وملاحقة الخارجين على القانون وتطهير المنطقة بواديها وجبلها وهضابها وسهولها من رجس هولاء بأي طريقة وبغض النظر عن الوسائل المهم أن الناس في هذه المنطقة والمناطق المجاورة يشعرون بقدر من الأمن والسكينة ويشعرون بجدية الدولة وأجهزتها وأن من قام بهذه المهمة الوطنية لن يتركهم بعد يوم أو يومين أو أسبوع ليصبحوا فريسة للانتقام من قبل المطاريد فالمواطن أيا كان سيكون هو عين الدولة وساعدها ومشارك اصيل واساسي في تحقيق السكينة والاستقرار واستتباب الأمن حين يجد أن الدولة وأجهزتها جادين في تطبيق النظام والقانون وتحقيق العدالة وأن السلطة حاضرة معه وإلى جانبه ولا تمارس عملها بطريقة موسمية وما تحتاجه منطقة الحيمة هو وجود دائم ويقظ للدولة وأجهزتها وأن تضرب بيد من حديد على رقبة كل عابث وفاسد ومارق وخارج على القانون ؛ ويؤسفني أن أجد من يتباكى على ( مناضلي وثوار واحرار الحيمة ) الذين تحولوا إلى مناضلين واحرار وثوار من قبل بعض هواة شبكات التواصل الاجتماعي ممن ذهبوا يوظفوا العملية التي قامت بها السلطة المحلية بالحوبان ممثلة بالأستاذ سليم مغلس محافظ المحافظ الذي سوف يحسب له ويسجل في سيرته وتاريخه إنه المسئول الأول منذ ثلاثة عقود أوصل الدولة وهيبتها إلى هذه المنطقة التي عرفت بانها ملاذا لكل الخارجين على القانون ووكر للقتلة وقطاع الطرق وكل مرتكب جريمة وهارب من العدالة كان يجد ضالته في حيمة التعزية بواديها وجبالها وهذا قطعا لن يكون مع سليم مغلس الذي يحمل امانة أمام الله والشعب وسوف يسال عنها بين يدي خالقه ذات يوم لا مفر منه وبالتالي فأن ما أقدم عليه من عمل لدرء مخاطر كثيرة ليس عن أبناء منطقة الحيمة بل عن كل أبناء محافظة تعز والوطن حتى لا تتحول هذه المنطقة إلى بؤرة إجرامية على غرار ما كان يحدث في البيضاء وحتى لا تكون هذه المنطقة التعزية ذات يوم مبررا لعربدة الطيران الأمريكي لاستباحة سماء الوطن كما استباحه لسنوات بذريعة ضرب قواعد تنظيم القاعدة في منطقة رداع _ محافظة البيضاء رغم علمنا أن حلفاء وأصدقاء أمريكا كانوا هم من يمول ويدعم تلك العناصر بل أن تنظيم القاعدة هو صناعة أمريكية وتتخذ منه حصان طروادة لاستهداف من تريد ؟ ومتى ترغب ؟!!
وتعز تحديدا بريفها والحضر من العار والعيب أن تكون ملاذا للمجاميع الإرهابية سوأ القاعدة أو داعش أو أي مسمى اجرامي ؛ وعيب وعار على كل تعزي أيا كان وكانت مواقفه أن يبرر جرائم الإرهابيين أو يناصر خارجين عن القانون ضد الدولة وأجهزتها ؛ فتعز هي بؤرة العلم والمعرفة والتنوير وحاضنة الدولة المدنية والباحثة عن المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وأيقونة التطور والتقدم الحضاريين وهي من قدمت كوكبة من خيرة وأنبل أبنائها ولا تزل في سبيل الدولة المدنية وعليه فأن ما تشهده منطقة الحوبان يفترض أن يحظى بتقدير واحترام وتشجيع وترحيب كل أبناء محافظة تعز من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها وما تشهده تعز المدينة يجب أن يرفضه كل أبناء تعز ومن كل الاتجاهات فتعز ليست هذه التي يحاول البعض تقديمها ويكون صورة عنها هي قطعا صورة مزيفة وليست صورة تعز الحقيقية ؛ فتعز وابنائها لم يكونوا يوما أدوات بيد قوى الاستعمار والرجعية ولم يكونوا يوما مرتزقة أو بيادق للارتزاق ؛ ألم تحرر تعز اليمن من الاستعمار في جنوب الوطن وهي من ثارت في شمال الوطن وهي من قدمت خيرة شبابها دفاعا عن الوطن والثورة والجمهورية وهي من ناهضت وتصدت لكل أدوات الجهل والتخلف والرجعية ؟ فكيف لبعض أبنائها اليوم أن يتحدثوا عن مناضلي وثوار منطقة الحيمة وهم مجموعة من القتلة وقطاع الطرق ؟ فقط لتوظيف والمكايدات السياسية ؟!
أو أن ثمة وعود بجائزة ( نوبل ) جديدة قد تمنح لمن يتبنى قضية ( ثوار الحيمة ومناضليها ) على غرار الجائزة الأولى التي منحت لمن تبنت قضية ( الجعاشن )..؟!!
للموضوع صلة |