الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
قد يكون العنوان ( غريبا ) للوهلة الأولى وهو كذلك أيضا ؛ لكن هناك فعلا استحقاقات كبيرة ومؤثرة سيدفعها المعتدون وحلفائهم كثمن حتمي لا بد منه جراء عدوانهم الغير مسبوق لا في دوافعه ولا في اسبابه فيما أهدافه وغايته أبعد بكثير

الخميس, 13-يناير-2022
ريمان برس - خاص -

قد يكون العنوان ( غريبا ) للوهلة الأولى وهو كذلك أيضا ؛ لكن هناك فعلا استحقاقات كبيرة ومؤثرة سيدفعها المعتدون وحلفائهم كثمن حتمي لا بد منه جراء عدوانهم الغير مسبوق لا في دوافعه ولا في اسبابه فيما أهدافه وغايته أبعد بكثير مما توهمه البعض وتوقعه وخاصة أولئك الذين انحازوا له من بعض اليمنيين تحت مزاعم وتبريرات خائبة كخيبتهم حين راهنوا على ( الجياد الخاسرة ) وحاولوا تقزيم معركة مصيرية متصلة بسيادة وكرامة وحرية شعب عظيم ضارب جذوره في اعماق التاريخ والحضارة الإنسانية ؛ ووصفوها بأنها معركة بين جماعة ( متمردة ) و( شرعية دولة ) ؟!!
وأن ثمة ( أشقاء ) وجيران دفعتهم الغيرة والنخوة إلى نصرة الشعب اليمني ومساعدته في إعادة ( الشرعية ) الغير شرعية أصلا والقضاء على من تصفهم ب( المتمردين ) ..؟!
شرعيا ودستوريا وقانونيا واخلاقيا كان يفترض برموز ( الشرعية ) المزعومة أن يعيدوا السلطة للشعب عام 2014م كون الرئيس الذي يزعمون أنهم يناصروا شرعيته هو رئيس انتقالي تم انتخابه بالتوافق ولمدة عامين ؟
الأمر الأخر والأخطر أن هذا الرئيس وشرعيته لم يكونا في الواقع إلا مجرد ( فخ ) تم نصبه لاستهداف اليمن الأرض والإنسان والقدرات وبمباركة إقليمية ودولية ؛ نزولا عند رغبة الطرف الأساسي للعدوان والممول لها ومن يدفع للمجتمع الدولي هيئات ومنظمات وأنظمة ودول وإعلام ثمن سكوتهم وصمتهم عن جرائمه وهذا الطرف يتمثل بنظامي ( السعودية والإمارات ) اللذان تبادلان الأدوار في سيناريوا العدوان وتمزيق اليمن وتدمير قدرات ومحاولة السيطرة على ثرواته والتحكم بنطاقاته الجغرافية لخدمة أهدافهما الاستراتيجية ؛ بعد أن تيقن النظامان أن الخارطة الجغرافية اليمنية ستكون هي وجهة وقبلة العالم خلال القرن الحالي ؛ في لحظة اشتباك محوري دولي بعد انقضاء العمر الافتراضي لاتفاقية ( سايكس _ بيكو) المنتهية الصلاحية في 22 أغسطس عام 2016م وبالتالي فأن الأقطاب المحورية الدولية الفاعلة تبحث عن تفاهمات كونية جديدة تتماهي مع اتفاقية ( سايكس _ بيكو ) ولكن بشروط جديدة تختلف جذريا عن تلك التي قامت عليها اتفاقية ( سايكس _ بيكو ) القائمة على سيادة ( القطبين ) المحوريين فيما واقع اليوم ومتغيراته وتطوراته التقنية والحضارية بما في ذلك ثورة المعلومات والتقنية الرقمية وتلك عوامل فرضت نفسها على محاور اليوم الراغبة في تكريس سياسة ل ( عالم متعدد الاقطاب ) بعد انهيار القطبية ( السوفييتية ) ومحاولة ( القطب الأخر المتمثل في أمريكا ) فرض أنماطه السياسية والثقافية والاجتماعية على العالم بذريعة انتصار النظام الليبرالي وهزيمة النظام الاشتراكي ؛وهي النتيجة التي تسعى واشنطن وخلفها المنظومة الغربية لتكريسها كحقيقة ثابتة ومن ثم تبني عليها استراتيجية الهيمنة على القدرات العالمية خلال القرن الحالي ؛ فيما ثمة أقطاب اخرى صاعدة بخطوات سريعة ترفض وبالمطلق هذا التوصيف الإمبريالي الغربي لنتائج الحرب الباردة وترى وهي محقة أن انهيار المعسكر الاشتراكي لم يأتي كهزيمة أو كفشل بنيوي وأيديولوجي وفكري لهذا المعسكر ؛ بالمقابل لم تحقق الليبرالية نجاح يذكر بل ربما تكون الليبرالية المحور الأكثر استحقاقا بلقب ( الهزيمة ) بعد تحولها الفكري والأيديولوجي إلى ( إمبريالية متوحشة ) لا صلة لها بالليبرالية وقيمها التي لم تعيش أوروبيا لا كثر من بضعة سنوات وهي السنوات التي قاد العالم فيها الحرب على النازية الألمانية المنافس الأكثر شراسة للقيم الليبرالية الغربية والقائمة على ايدلوجية العقيدة القومية للجنس الآري الذي يمثل صفوة الجنس الأوروبي _ الغربي والمقصود به هو الشعب الألماني الذي دفعته الحرب العالمية الأولى واتفاقية ( فرساي ) إلى هذا المعتقد كردا على محاولة أوروبا أذلال ألمانيا وقيمها وشعبها ومعتقداته من خلال القيود المجحفة والظالمة التي كبلته في اتفاقية ( فرساي) ..؟!!

إذا العدوان على اليمن جاء في سياق هذا الصراع الكوني التي ترتبط محاوره الرئيسية الفاعلة بمحاور إقليمية نصبت بدورها نفسها كوكيلة لهذا الطرف أو ذاك وربما قدرنا أن نكون بنظر أنظمة الخليج بمثابة مصدر الخطر الاستراتيجي لها من حيث الموقع الجغرافي والتطلعات المستقبلية ؛ ومن حيث الثروة المخزونة بما تحمل من إمكانيات وقدرات اقتصادية كفيلة بقلب المعادلة القائمة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا في كل ربوع المنطقة ؛ ناهيكم عن المخزون البشري المتصاعد لشعبنا والذي يمثل تعداده حاليا ما يفوق نسبة تعداد دول المنظومة الخليجية مجتمعة ؛ إذا ما أدركنا ووفق اخر الدراسات أن 60% من سكان السعودية هم من الوافدين مقارنة ب 40% هم السكان الفعليين ؛ فيما قطر تحتضن 75% من الوافدين مقابل 25% هم سكانها الاصليين ؛ و55% من سكان الكويت وافدين مقابل 45% من السكان فيما الإمارات فيها 77.5% وافدين مقابل 12.5% هم سكانها ؛ باستثناء البحرين وسلطنة عمان اللتان لم تكشف الاحصائيات عن نسبة سكانهما إلى نسبة الوافدين ؛ هذه الإحصائيات تنذر ومن خلال ارقامها عن مستقبل مظلم للترويكا الخليجية ولهذا نرى اليوم تداعيات أنظمة هذه الترويكا ومحاولتهم كل بطريقته العمل بما يعزز نفوذه ومحاولة كل طرف استغلال ما هو متاح لديه من الثروة والنفوذ والعلاقات العامة إقليميا ودوليا لاستباق ما هو قادم من التداعيات التي ستلقي بظلالها على واقعه ؛ فيما يبدو الكيان ( الصهيوني ) بحكم قدرته على صناع القرار الغربي _ الأمريكي وكأنه ( حائط مبكى ) أخر للأسر الحاكمة في الخليج الذي سيمكنهم من الديمومة وحل إشكالية الاختلال الديموغرافي والاجتماعي مع تزايد اصوات عالمية وغالبيتها غربية تطالب بتمكين الوافدين من الجنسية في دول الخليج والاندماج في النطاق الاجتماعي لكل مكون ..؟!!
لذا هرولت أنظمة الخليج لاستباق الأحداث بضرب مقومات المجتمعات العربية الراسخة والمتجانسة وذات العمق التاريخي والحضاري مثل اليمن وسورية والعراق وليبيا ومصر إلى حد ماء ؛ والهدف أولا ضرب مقومات الهوية والانتماء والقيم الثقافية والفكرية والحضارية المكتسبة لدى هذه المجتمعات العربية التي كان لها دورا في أحداث التفاعلات الاجتماعية المتعددة الابعاد داخل المجتمعات الخليجية المحكومة بنظم ( ثيوقراطية ) متخلفة رغم الأنماط الاستهلاكية الترفيه التي قامت عليها كرغبة أمريكية _ غربية الهدف منها _ قديما _ كان تحقيق ما هو قائما اليوم من سلوكيات اجتماعية تمارسها المجتمعات الخليجية وهي سلوكيات لا يمكن تعريفها إلا بكونها سلوكيات _ هلامية وعبثية _ لا تقدر ان تقول عنها عربية ولا إسلامية ؛ ولا هي غربية بقدر ما هي أخذة من القيم الأكثر سوءا عربيا ومثلها إسلاميا ومثلهما غربيا وأمريكيا ؛ وبالتالي يمكن وصف هذا المجتمعات بانها مجتمعات تفتقد لإصالة الهوية والانتماء والتي بهما تتشكل القيم والمفاهيم الحضارية الخلاقة ..!!
لذا كان العدوان على المجتمعات العربية ذات العمق التاريخي والحضاري من خلال ما أطلق عليه ب( ثورة الربيع العربي ) مقدمة لخوض معترك نفوذ دولي على إعادة تقسيم النفوذ المتعدد الاقطاب على الخارطة الكونية واليمن في قلب هذا الصراع بل والنطاق الأكثر أهمية لدى أقطاب الصراع الدولي الذين حرك كل طرف فيهم وكلاء إقليميين ومحليين ؛ في صراع أدواته الرئيسية أجهزة الاستخبارات ثم الإعلام ثم منظمات المجتمع المدني وأخيرا المنظمات الدولية الفاعلة والناشطة تحت يافطة المهمات الإنسانية المتعددة المجالات والمناحي ..؟!!
ويأتي بعد كل هذه الأدوات دور ( الأحزاب السياسية المحلية ) المتناحرة بنزقها وجشعها النهم على السلطة والثروة والحكم بعد أن قضت عقودا من الاخفاقات والفشل والعجز الكلي عن تحقيق أحلامها في السلطة والتي توهمت ومن خلال ما يسمى ب ( الربيع العربي ) أن ليلة القدر قد جاءت إليها وتجاهلت حقيقة أن جشعها وطمعها وانتهازيتها السافرة عوامل أفقدتها كل شيء مكتسب بما في ذلك ماء الوجه لا فرق في هذا بين أحزاب كانت في الحكم وأخرى كانت في المعارضة فالكل طالته الهزيمة والخيبة وبالتالي فأن أبرز ما يمكن استنتاجه عن استحقاق ما بعد خفوت مدافع العدوان وهناء أشدد على كلمة ( عدوان ) لأن التحالف لم يأتي حبا بالثورة والجمهورية وبالشرعية اليمنية بل جاء لتحقيق أهدافه الخاصة التي لا يدركها حتى أولئك الذين انجروا خلفه طائعين ومصدقين أن هذا التحالف العدائي جاء لنصرتهم ؟ أو لما يقال تحجيم النفوذ الإيراني وهذه المبرر أكثر سخافة من الذنب الذي يقترفه هؤلاء المغرر بهم الذين سيدفعون ثمن غبائهم بذات القدر الذي ستدفع فيه أطراف العدوان ثمنا قد يكون أكثر فداحة من الثمن الذي دفعه شعبنا اليمني خلال فترة الأزمة والحرب والعدوان ..؟!!

بيد أن نتيجة هذا العدوان سوف تحدد مصير ترويكا الشرعية المزعومة ومصير أنظمة دول العدوان ؛ وأن لم يستوعب البعض من المهرولين خلف منظومة دول العدوان حقيقة دوافع وأهداف العدوان فأنهم سيكونوا الطرف الأكثر خسارة والاكثر ندما على ما ارتكبوه بحق وطنهم وشعبهم ؛ وعليهم أن يدركوا اليوم قبل الغد أهمية وجدوى الحوار والمصالحة الوطنية على قاعدة إدانة العدوان وإدانة أهدافه واطماعه ؛ والبدء فورا بمراجعة مواقفهم أو قبولهم بدفع الثمن جراء ما اقترفوه وفورا ولكن لمن هرولوا خلفهم من أعداء اليمن ؟ أعرف أن رموز ما يسمي بالشرعية من الراس الكبير حتى أصغر موظف وأصغر جندي ومغرر به يقاتل في صفوفهم لا يملكون اليوم قرارهم ولا إرادتهم وليس بمقدورهم اتخاذ قرار حر ومستقل خاصة بعد قيام قوات التحالف بتصفية الكثير من الشباب ممن حاولوا مغادرة صفوفهم والعودة لأهلهم واسرهم ؛ في ذات السياق ستدفع انظمة ترويكا التحالف فوق كل ما دفعته وانفقته في عدوانها وما أنفقته في شراء الذمم والضمائر العالمية ؛ ستدفع هذه النظم ثمن داخليا بدورها وسيتوارى كل صناع قرار العدوان والحرب عن المشهد إما بالموت قتلا أو بالسجن أو بالنفي أن تدخلت اجهزة الاستخبارات الخارجية المتعددة التي تتقاسم ما بينها ولاءات أفراد الاسر الحاكمة في الخليج على المستوى الرجال والنساء والاولاد ذكورا واناث ..؟!!
للموضوع صلة
ameritaha@gmail.com

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)