الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 

ذات يوم  من أيام العام 1994 م كنت خارجا من مكتب محافظ محافظة الحديدة المرحوم الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان بعد إجراء حوارا مطولا معه عن أوضاع المحافظة وهمومها وكنت برفقة الزميل المرحوم عبد

الثلاثاء, 06-ديسمبر-2022
ريمان برس - خاص -


ذات يوم  من أيام العام 1994 م كنت خارجا من مكتب محافظ محافظة الحديدة المرحوم الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان بعد إجراء حوارا مطولا معه عن أوضاع المحافظة وهمومها وكنت برفقة الزميل المرحوم عبد التواب سيف مدير مكتب وكالة سباء في المحافظة، وأثناء ما كنا نمر من جوار مدرسة الثورة الثانوية باتجاه الميناء حيث كنت على موعدا مع المرحوم على حميد شرف مدير الميناء وأمام محلات (الأمين) التي كانت تمتد من جوار المدرسة حتى نهاية أسوار حديقة الشعب لمحت رجلا يجلس على رصيف محلات (الأمين) متكئا على (حبة بلك) اسمنتيه، فامرت صاحب الباص بالتوقف لأتاكد من شخصية الرجل المتكي على رصيف محلات الأمين، وما أن اقتربت منه حتى كدت أن اصعق من الذهول فعدت مسرعا نحو الباص وطلبت من الزميل عبد التواب النزول وتركنا الباص يغادر.. حاول زميلي أن يذكرنا بموعدنا مع مدير مؤسسة المؤاني، لكنه لم يكمل كلامه حتى كنت جاثما على ركبتي أقبل رأس الرجل القاعد أمامي وسط ذهول زميلي، لقد كان ذلك المتكي على رصيف محلاته هو (الأمين) بذاته وبشحمه ولحمه، كان هو رجل الأعمال (امين قاسم سلطان الشميري) الذي كان اسمه يردد في عواصم العالم وفي أوساط النخب الاقتصادية والتجارية ورجال المال والأعمال..
كان قد سبق لي وتعرفت على الأمين _رحمة الله تغشاه _عن طريق المرحوم الاستاذ عبد الحبيب القرشي الذي كان يشغل نائبا لمدير المؤسسة العامة للتجارة الخارجية في المحافظة ومستشارا مقربا من المحافظ الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان بحكم الصداقة القائمة بينهما، كانت الساعة تقريبا العاشرة صباحا حين التقينا بالامين على رصيف محلاته ولم ندرك الوقت الا حين جاء احد الشباب من أقرباء الأمين يذكرنا بأن الساعة تشير للواحدة بعد الظهر، أي اننا قضينا من الوقت (ثلاث ساعات) طفنا خلالها في تخوم أحداث وقضايا طالت صاحبنا (الأمين) وشركاته ومكانته في سلسلة أحداث تامرية معقدة ومركبة افقدت صاحبنا من (180  شركة وعلامة تجارية) كان وكيلا لها أولا في جنوب الوطن ثم في شماله لينتهي اللقاء بتأكيد الرجل بأنه لم يتبقى من كل ذلك سوي ( ثلاث وكالات) يديرها أولاده من مكتب صغير هو عبارة عن شقة في شارع حدة بصنعاء..؟!
اعترف اني وزميلي الراحل عبد التواب سيف، ولمجرد سماعنا لبعض معاناة احد ابرز وأشهر رجال الأعمال ممن كان يعد من موز الرأسمالية التعزية، ورجالها الأوائل شعرنا وكأن جبالا من القهر حطت على صدورنا ولم يكن أمامنا من خيار سوا اللجوء لغرزة  (راجو).. وما ادراكم ما (راجو)..؟!
إذ نسينا يؤمها كل المواعيد والالتزامات وكما نسي زميلي وصاحبي عبد التواب تطمين أسرته وأولاده، نسيت بدوري وعدي للمحافظ والأستاذ عبد الحبيب القرشي الذي جاء للبحث عني لمنزل (خالي) الكائن في شارع موسى أكثر من مرة فاقلق الأمر (زوجتي) وتوهم الجميع أن مكروها قد أصابنا ليكتشفنا قرابة الساعة الخامسة احد مرافقي المحافظ الذي أبلغنا أن المحافظ وجه العمليات للبحث عنا.. ولم يكن أمامنا حينها إلا التوجه لمنزل المرحوم الصديق أحمد محرم مدير البحث الجنائى في المحافظة الذي بدوره كان قد بلغه خبر اختفائنا، وبعد سماع حكايتنا لم يتمكن من التحكم بضحكته مؤكدا إنه لم يتوقع مطلقا مني شخصيا أن أذهب إلى حيث ذهبت وان كان لا يستبعدها من زميلي عبد التواب سيف.. رحم الله الجميع واسكنهم فسيح جناته..
لكن أجزم صادقا أن ذلك اللقاء الذي تشرفت به مع المرحوم الحاج امين قاسم سلطان الشميري، رحمة الله تغشاه وكان اللقاء الأخير إذ توفي _رحمه الله_ بعد فترة وجيزة على ما اضن من ذلك اللقاء الذي جمعني به برفقة الزميل عبد التواب سيف _رحمة الله تغشاه _ أقول كان ذلك اللقاء أكثر من دافع ومحفز لي للخوض في شجرة الرأسمالية التعزية والتنقيب عن أبطالها وضحاياها وفي الأسباب التي أدت إلى تلاشى أبرز وأهم رموزها واختفاء بعضهم بصورة كلية عن المشهد..؟!
ومع كل بحث أجد المزيد من علامات الاستفهام تنتصب أمامي عن الطريقة التي تم بها استهداف تلك الرموز واقصائها عن المشهد الاقتصادي وهي طريقة (شيطانية) تبدوا للوهلة الأولى بأنها فعل طبيعي لا لبس فيه، فرضتها عوامل التطور والانفتاح والمنافسة الاقتصادية والتجارية، لكن إذا ما تعمق المرء في الأسباب يجد نفسه أمام مؤامرة ممنهجة ومنظمة ومركبة حد التعقيد، وان لهذا الاستهداف دوافع سياسية واقتصادية و (.......) و مرتبطة ارتباط جذري بالمناخ السياسي ورموزه وطريقة إدارتهم لهذا المناخ ، ناهيكم أن هذا الاستهداف مرتبط أيضا بحسابات خاصة سياسية وحتى (مناطقية وطائفية)..؟!
بيد أن ما تعرضت له الرأسمالية التعزية لم يأتي في سياق رد الفعل على غرار ما حدث للنخب السياسية التعزية التي سنفترض أن ما تعرضت له يندرج في سياق رد الفعل، على اعتبار أن الرؤى التي حملتها النخب السياسية التعزية  وعبرت عنها كانت تعكس رغبة هذه النخب في تسريع عجلة التطور والتقدم الوطني وهو ما يتعارض مع رؤية بعض النخب النافذة سياسيا وقبليا، والقابضة على مفاصل السلطة والمعارضة لكل ما يناقض قناعتها ومفهومها للإدارة الوطنية، والتي ترى في ترويكا النخب السياسية التعزية مروقا عن مبادئها وتتعرض مع مصالحها.. لكن الرأسمالية التعزية لم تكن تحمل غير رؤية التنمية الكلية التي تشمل كل الوطن، وقد تكون اهم الاسباب التي أدت لسهولة استهداف هذا القطاع ورموزه هو أن رموز هذا القطاع لم يربطوا قدراتهم الاقتصادية ونشاطهم الاقتصادي الوطني برؤي الترويكا السياسية، وبالتالي ظلت هذه الطبقة الرأسمالية بعيدة عن مسرح الصراع السياسي الدامي، وهذا ما سهل لترويكا الاستهداف النافذة  مهمة استهدافهم بعد أن كانت قد أكملت استهداف وتهجين ترويكا المشهد السياسي بطرق شتى.. وهكذا يكون الثور الأبيض قد أوكل يوم أوكل الثور الأسود..؟!
كيف؟ وماذا حدث؟ هذا ما سوف نتناوله بالتفصيل في الحلقة القادمة.
يتبع
ameritaha@gmail.com

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)