الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
من نافل القول أن سياسة (الترويكا القبلية) لم تنحصر

الثلاثاء, 13-ديسمبر-2022
ريمان برس - خاص -

من نافل القول أن سياسة (الترويكا القبلية) لم تنحصر ممارساتها العبثية في نطاق الرأسمالية الوطنية بصفة عامة والتعزية بصورة خاصة، بل تمتد ممارساتها التسلطية وعنجهيتها المتخلفة لتطال علاقتها بمختلف المكونات الوطنية والطبقات والشرائح الاجتماعية باستثناء ما يتصل بمكوناتها وطبقاتها وشرائحها معتمدةً لهذا السلوك بثقافة عصبوية وبروابط اجتماعية مقدسة وأعراف ونواميس وتقاليد اجتماعية غير قابلة للاختراق والتفريط والانتقاص.. فهي ترى أنها الوطن وما عداها هم (رعية)، وترى انها المعنية بكل ما يتعلق بالوطن ومصيره وهويته وطريقة العيش فيه والانتماء إليه، وأنها صاحبة الكلمة والقرار في كل شئون الحياة الوطنية، وعلى البقية الخضوع لمنطقها والتسليم بخياراتها ومن يخالفها وأن كان محسوبا عليها أو ينتمي إليها ممن استوعبوا عوامل التطور الحضاري والمعرفي وتطلعوا نحو دولة النظام والقانون والمساواة والمواطنة المتساوية، يصبح وفق ثقافتها المكتسبة، عدواً لله والرسول والوطن والشعب..!!
لذا تعذر على اليمنيين استلهام آفاق التقدم والرقي والوصول إلى مرحلة الاستقرار الاجتماعي وبناء دولة المواطنة المتساوية والنظام والقانون كبقية شعوب العالم والسبب العصبية القبلية وثقافة التعالي وهي ثقافة لا تشمل القاعدة القبلية _ الذين هم ضحايا لرموزهم كبقية أبناء الشعب _ بل النخب القبلية والرموز القبلية المتسلطة التي تعمل على تجذير هكذا ثقافة وسلوكيات في سبيل الإبقاء على هيمنتها وتسلطها على قاعدتها القبلية المجبرة قهرا على الانصياع لرغبات الرموز المتسلطة على المشهد القبلي وكذا تسلطهم على بقية المكونات الاجتماعية الوطنية..!
بعيدا عن مسارنا التاريخي البعيد وما تركت هذه العصبية القبلية  على جدرانه من أحداث دامية ومخجلة، فإن التأمل في مسارنا التاريخي الحديث والمعاصر وتداعياته  نجد أن الترويكا القبلية ومن خلال رموزها النافذة قد أفقدتنا ومن خلال ممارساتها العصبوية إمكانية نجاح التحولات والمتغيرات الوطنية على طريق بناء دولة النظام والقانون والمواطنة الدستورية والعدالة والكرامة الوطنية هذه القيم من المفترض  أن يتمتع بها كل مواطن يمني..!
إذ وعلى مستوى التحولات الوطنية والرغبات الشعبية في الارتقاء بالواقع الاجتماعي والتخلص من أنظمة الإمامة الكهنوتية المستبدة لم تكن الواجهات القبلية ترغب في إنهاء نظام الإمامة بقدر ما كانت رغبتها تنحصر في تطوير ذاك النظام بدافع الحرص على ديمومته والحيلولة دون القضاء على رموزه،  ليس حبا بتلك الرموز بل رغبة في إبقاء مركز صناعة القرار بيدها، نموذج ذلك _حركة 1948م _ التي جاءت لإنقاذ النظام الأمامي من تنامي مشاعر الرفض الشعبي ولم تأتي لإنقاذ الشعب من ظلم وجبروت وطغيان الأئمة..؟!
ومع تنامي مشاعر الرفض الشعبي لم يكن أمام الرموز القبلية خيارا سوى التفاعل مع تلك  المشاعر الشعبية التي لم تكن الرموز القبلية مؤمنة بها وبحتمية انتصارها، بل ركبت موجتها بهدف احتوائها ومنع ذهاب السلطة لخارج منظومة الترويكا القبلية..؟!
لذا وكما استهدفت الرأسمالية الوطنية والتعزية بصورة خاصة، تم استهداف بقية المكونات الاجتماعية الوطنية بنخبها ونشطائها وكل شرائحها ومكوناتها الفاعلة..
وكما نقل الاستاذ عبد الرحمن بجاش في احدي مقالاته عن اللواء حمود بيدر قوله ( أن أبناء الحجرية كانوا وقود الثورتين) فإن (بكيل كانت ملكية) و (حاشد) وقفت بالمنزلة بين المنزلتين، وهي التي لم يروق لها بعض أبنائها العسكريين والثوار المتحمسين للثورة والجمهورية وعملت ضدهم وفي مقدمتهم ( المشير السلال) وبقية زملائه العسكريين، ليرتبط موقف (قبيلة حاشد) بموقف (الرياض) الراعية (لبكيل والفلول الملكية) وخلال فترة الصراع من 62_ حتى 67 م وما شهدته هذه الفترة من حوارات ومؤتمرات ولقاءت سعي خلالها رموز القبيلة علي إحتوي الثورة والجمهورية تارة باعلانها (جمهورية إسلامية) وأخرى بخلع مسمى (دولة اليمن) فقط لإرضاء رموز الغطرسة القبلية الذين لم تكون مواقفهم هذه تعكس أو تجسد صدق رغباتهم بقدر ما كان هدفهم يتركز على السيطرة والاستحواذ على السلطة غير مؤمنين حتى بفكرة الشراكة الوطنية، كان المشير السلال _رحمة الله تغشاه _يدرك حقيقة نوايا (الخبرة) حسب تعبيره رحمه الله والمؤسف أن هذا القائد الوطني والعربي الصادق والنقي وكما قوبل بالرفض من (الخبرة) فقد خذلته أيضا النخب الحزبية التي لم تتردد في التحالف مع رموز القبيلة ضده فكانت 5 نوفمبر 1967 م نهاية ثورة الوطن والشعب وميلاد لجمهورية القبيلة..؟!
مع سقوط الثورة والجمهورية عام 1967م بدأت على الفور تصفية كوادرهما خلال فترة الثلاث سنوات التالية ليأتي العام 1970 م وهو عام ( المصالحه _بين الملكين والجمهوريين) والحقيقة أن ما حدث هو سيطرة الرموز القبلية وتحديدا (حاشد) بعد أن تم إفراغ الثورة والجمهورية من كل أهدافهما ومضامينهما الوطنية والاجتماعية والتخلص من الضباط والقادة من أبناء تعز وبعض المحافظات ممن كانوا يؤمنون بالثورة والجمهورية..؟ إلا من بعض الضباط والقادة من أبناء تعز الذين كانوا مرتبطين بحزب (البعث العربي الاشتراكي) المرتبطين بتحالف مع عددا من الرموز القبلية الذين كانوا بدورهم منتمين ( للبعث)..! إضافة لصغار الضباط من أبناء تعز الذين لم يكونوا قد برزوا وبرزت  أدوارهم على مسرح الأحداث..
في ذلك العام عام التصالح تمردت (قبيلة بكيل) على الصلح وعلى (الرياض) فكان هذا التمرد لصالح (حاشد) التي حلت محل (بكيل) في بلاط أصحاب السمؤ، لتصبح اليمن جمهورية ولكن وفق مواصفات  حددها ورسم معالمها الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر..!!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)