ريمان برس - خاص -
تابعت كغيري جلسة محكمة العدل الدولية بخصوص دعوى جمهورية جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني فيما يتصل بحرب العدو على قطاع غزة..
المحكمة _ اولا _ أكدت على قراراتها السابقة التي طالبت بها الكيان في ديسمبر من العام الماضي ومارس من العام الحالي،_ ثانيا _ طالبت المحكمة من الكيان وقف عملياته العسكرية في مدينة رفح، _ثالثا _ التأكيد على فتح المعابر وتقديم المساعدات الإغاثية لسكان القطاع، و_اخيرا _ السماح لكل المنظمات الدولية المخولة من الأمم المتحدة بالدخول لقطاع غزة والتحقيق في التهم المنسوبة للكيان الصهيوني من قبل جمهورية جنوب إفريقيا..
في المحصلة حكم المحكمة جاء تلبية لرغبة دولية، كما جاء متوافقا على الاقل نظريا مع طروحات أمريكا_ وتجنبا للفيتو الأمريكي أن ذهب لمجلس الأمن، _ وخاصة ما يتعلق بالهجوم على مدينة رفح الذي تحفظت عليه أمريكا ليس دفاعا عن الشعب الفلسطيني ولا الضحايا المدنيين الذين قد يتضرروا من الهجوم، بل خوفا على سمعة ومكانة ومصلحة العدو الصهيوني الذي قد يدفع ثمنا باهضا نتاج أقتحامه لمدينة رفح وإغلاق المعابر الأمر الذي قد يضاعف من حدة الاحتقانات والغضب تجاه العدو الصهيوني إقليميا ودوليا وهو ما سيضاعف من إحراج واشنطن التي وان سخرت من قرار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية التي لا تلزم قراراتها واشنطن غيرإنها قد تجد نفسها عاجزة عن مواجهة محكمة العدل الدولية..؟!
بغض النظر عن قبول الكيان الصهيوني لقرارات ومواقف وأحكام محكمة العدل الدولية، الذي رحب بالقرار بشن سلسلة غارات غير مسبوقة على مدينة رفح جوا وبرا وبحرا وكأنه يرد على قرار المحكمة الدولية ويسخر من طلباتها غير أن هذا لا يعني أن هذا العدو لايزل يتمتع بذات الحصانة التي كان يتمتع بها قبل معركة طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر من العام الماضي، والتي ظل يتمتع بها بعد الطوفان حتى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، قبل أن يجد هذا الكيان نفسه رغم غطرسته ورغم الدعم الأمريكي في موقف محرج على مختلف الصعد الداخلية والإقليمية والدولية، داخليا تصاعدت الأزمة الوجودية بين أركان سلطة الكيان وبينهم وبين معارضيه، وبينهم السلطة والمعارضة وبين المجتمع الصهيوني، بسبب الاسري والمسيرات المطالبة بإسقاط الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة وهذا يعني نهاية عهد نتنياهو الذي اتخذ من العدوان على قطاع غزة ذريعة للهروب من استحقاقات يجزم المحللين والخبراء بالشأن الصهيوني إنها ستقود نتنياهو إلى السجن..؟!
كثيرة هي التحديات التي تواجه الكيان الصهيوني وحلفائه، على خلفية معركة الطوفان وان كان الشعب العربي في فلسطين يدفع ثمن حريته واستقلاله وكرامته وسيادته الوطنية دما ودموعا وآهات وجراح وجوع وحصار ودمار، وقتل للنساء والأطفال وهدم البيوت والمشافي، والمساجد والكنائس والطرقات وحتى خيم اللاجئين، فإن الكيان هو الآخر يدفع بدوره ثمنا ربما يفوق في سياقه الاستراتيجي الثمن الذي يدفعه شعبنا العربي في فلسطين..!
نعم.. شعبنا العربي في فلسطين يدفع ثمن حريته واستقلاله وثمن ميلاد وطنه، فيما العدو يدفع ثمن انكساره وثمن نهايته وتراجعه وهو الذي فشل في تحقيق بنك أهدافه منذ ثمانية أشهر، فشل وتجرع ويتجرع الهزيمة منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى التي افقدته توازنه وافقدته هيبته ومكانته ولذا لجاء الي رد فعل إجرامي وتدميري حاقد متجردا من كل القيم والأخلاقيات والقيم العسكرية، رد فعل جاء مشفوعا بالأكاذيب والقصص والروايات المزيفة التي تتساقط تباعا بصورة فضائح تطال هذا الكيان وقادته ومؤسساته وأجهزته، فضائح وأكاذيب عرتها تداعيات الأحداث وصمود المقاومة الاسطوري الذي لم يكن يخطر ببال الكيان وقادته وأيضا حلفائه وفي المقدمة أمريكا التي لم تكن على دراية بقدرة المقاومة على هذا الصمود والتكتيك والقدرة على إدارة المعركة المصيرية بدهاء وذكاء اذهل العدو والصديق، وهذا ما دفع عديد من دول أوروبا الي التخلي عن روايات الكيان والمضي قدما في الاعتراف بالحق العربي الفلسطيني من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبغض عن عوائد هذا الاعتراف من عدمه لكنه في السياق القانوني مزعج للكيان وقادته ولامريكا..!
أن قرار محكمة العدل الدولية، اعطي المبرر لمحكمة الجنائيات الدولية والمجتمع الدولي وكل أحرار العالم ومحبي الحق والعدل في ممارسات المزيد من التضييق وحصار الكيان وقادته وفرملة غرورهم وأيضا إحداث المزيد من الإحراجات لواشنطن أمام شعبها وشعوب وأنظمة العالم والمؤسسات الدولية.. ناهيكم أن هذا القرار الذي ندين به لجمهورية جنوب أفريقيا ولهذه الدولة شعبا وقيادة نحني هاماتنا بل كل أمتنا ومعها أحرار العالم عليهم أن يحنون هاماتهم لدولة جنوب أفريقيا التي دفعها شعورها بالظلم ذات يوم من نظام وتسلط طغمة الفصل العنصري، دفعها هذا الشعور للإحساس بمعاناة الشعب العربي في فلسطين، ومن هذا المنطلق انطلقت جنوب أفريقيا وصمدت وثابرت حتى جرجرت الكيان واجبرته على الوقوف أمام المحكمة وان لم يعترف اليوم بقراراتها فإنه سيدفع قطعا ثمن غطرسته اجلا أو عاجلا، خاصة بعد إفتضاح أكاذيب الكيان وقصصه التي لفقها عن المقاومة وما قامت به يوم السابع من اكتوبر والتي رددها العالم وتبناها الرئيس الأمريكي ذاته وسوقها وكأنها حقائق لتأتي التحقيقات واعتراف من اطلق الكذبة وهو مستوطن صهيوني بأنه كذب في حكاية( قطع رؤس الأطفال وبقر بطون النساء الحوامل واغتصاب الفتيات)، بل أكبر فضيحة أن الكيان أقام جنازة رسمية لأكبر قائد في جيشه شارك فيها كل أركان الكيان والقادة العسكريين والامنيين و(الأحبار والقساوسة) وفي النهاية كشفت المقاومة أن ( القائد الراحل) موجود لديها في الأسر..؟!
وهذه واحدة من ( الصفعات المدوية) التي وجهها القائد (السنوار) لخد نتنياهو وكيانه وجيشه وأجهزته ومجتمعه ولاشك أن (الصفعة) طالت حلفائه بصورة أو بأخرى.
للموضوع صلة
24 مايو 2024م |