ريمان برس -
حيفان إحدى مديريات اليمن تتبع محافظة تعز.. تقع جغرافيا بين شمال الوطن وجنوبه.. هذه المديرية أنجبت أعظم القادة السياسين ورجال المال والأعمال، كما أنجبت أعظم الأدباء والمثقفين ورجال الفن والأبداع، وإليها ينتمي أعظم المحامين والقضاة ورجال الدين، وجميع أبناء ورموز حيفان أنذروا أنفسهم لليمن الأرض والإنسان فكانوا ضد ظلم الإمامة وكانوا ضد غطرسة الاستعمار..
كان يمكن لأبناء ورموز حيفان أن يجعلوا منها قطعة من سويسرا أو يجعلوها (مونتكارلوا اليمن) لو أرادوا لكنهم لم يكونوا يوما طائفين ولا مناطقين ولا عنصرين بل عملوا من أجل اليمن كل اليمن وسخروا كل قدراتهم لأجل كل اليمن ولكل أبناء اليمن.
من يصدق اليوم ان حيفان عشقها العبث والفساد والاستهتار والقهر؟ من يصدق أن حيفان التي ينتمي إليها امهر الأطباء بلاء مستشفى متكامل فالمستشفى التي في حيفان وكما سمعت اخيرا تشتغل مؤسميا أن جاءت منظمة دولية ترعاها، ومع ذلك مستشفى حيفان لا توجد بها غرفة عمليات ولا غرفة توليد ولا حاضنات أطفال ولا ثلاجة لحفظ جثث الموتى والقتلي؟ والخدمات حدث ولاحرج فقد تذهب لإسعاف مريض ولا تجد من يستقبلك، وان وجدت أحدهم يقولك ارجع بعد فترة، فيعود من اسعف نفسه لبيته أو محله فيلاقي ربه قبل أن يعود للمستشفى ويلاقي الدكتور..؟!
في حيفان أن أصبت بحادث فلا تجد من ينقذك وتفارق الحياة قبل أن يتكرم الطبيب من معاينتك..؟!
كنت دائما الوم المسؤلين الوافدين لحيفان واعتبرهم مقصرين بحق هذه المديرية قبل أن تكتشف فعلا أن (الحبة تستاكل من الداخل) وان مشكلة وأزمة حيفان كامنة في ذاتها أي من داخلها فلا ذنب للوافد المسؤل الذي يجد نفسه مسير من قبل من نصبوا أنفسهم أوصيا على حيفان وعلى أهلها وأصبحوا يعزوا من يريدوا ويهينوا من يرغبوا ..؟!
حيفان أبنائها الابطال استطاعوا أن يغيروا تاريخ اليمن شماله وجنوبه، واستطاعوا أن يساهموا في بناء مجد اليمن وتنميته ولايزالوا، وأبناء حيفان جاسوا قارات العالم الخمس إثروا فيها وتأثروا بكل ما هو إيجابي وحضاري وعادوا لخدمة وطنهم وشعبهم، ومع ذلك فقد جاء منهم من لا يؤمن بما آمنوا، بل يؤمنوا بذاتهم وبمصلحتهم ويبحثون عن مغانم ولو على انقاض أبناء منطقتهم ويتعاملوا معهم وكأنهم مجرد (سمسارة في سوق للنخاسة)..؟!
أستغلوا انهماك أبناء المنطقة ورموزها في قضايا عامة كبيرة فراحوا يمارسون عبثهم ويهيمنون على المنطقة وأهلها، فإذا وصل إليها احد الرموز الاعتبار ية من أبناء المنطقة، كانوا له (دويدرات) وحملة (مباخر) و( حجاب ساتر) يسترهم عن الضعفاء من أبناء المنطقة الذين يعجزون عن لقاء هذه الرموز والوصول إليهم بشكواهم فيما تقاريرهم لا تنقطع لهؤلاء الرموز التي تؤكد ( أن كل شيء تمام وعلى مايرام بفضل توجيهاتكم التي تنفذ حرفيا)..؟!
يتبع
31 مايو 2024 م |