الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كان الزعيم عيد الناصر قد وضع فلسطين في أولويات اهتمامه واهتمام نظامه ومن صلب التحولات القومية لثورة يوليو، وخلال الفترة 1952_1954م كان ناصر قد وصل لطريق مسدود في إمكانية التعايش

الجمعة, 16-أغسطس-2024
ريمان برس -

كان الزعيم عيد الناصر قد وضع فلسطين في أولويات اهتمامه واهتمام نظامه ومن صلب التحولات القومية لثورة يوليو، وخلال الفترة 1952_1954م كان ناصر قد وصل لطريق مسدود في إمكانية التعايش مع قوي الإمبريالية والاستعمار  والرجعية العربية الحليف الطبيعي لهما في المنطقة، وكأن (الأخوين _جون فوستر دلاس _ وزير خارجية أمريكا _حينها _والان دلاس، رئيس المخابرات الأمريكية) اللذان ترددا على القاهرة طيلة الفترة من 1952_الي 1954م قد خلصوا لنتيجة تفيد ب( استحالة تطويع  ( ناصر) والنظام الجديد في القاهرة)،واشاروا في استخلاصهم هذا إلى (ناصر) ليس (شيوعيا) ولكنه أخطر من (الشيوعين) في تفكيره الذي يشكل خطرا وجوديا على (الصهاينة) وعلى المصالح الأمريكية _ الغربية  وحلفائهم في المنطقة،وكان الصحفي الأمريكي (كوبلاند _مؤلف كتاب لعبة الأمم) قد أشار وان بطريقة خاطفة لهذا الاستنتاج الأمريكي الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية،والذي على ضوئه ذهبت الأجهزة الاستخبارية البريطانية تنشط في المنطقة الي جانب طبعا الأجهزة الأمريكية والعديد من الأجهزة الاستخبارية الغربية والمنظمات الدولية المرتبطة بها، كل هؤلاء راحوا ينشطون في أوساط خصوم عبد الناصر ونظامه من الأنظمة والفعاليات السياسية والحزبية والشخصيات المؤثرة والنافذة في مصر والعديد من الاقطار العربية والإسلامية والأفريقية..
وكانت المعركة تدور بين كل هؤلاء ونظام ناصر بأسبابها ودوافعها المتعددة، غير أن جوهر المواجهة كانت فلسطين بالنسبة لناصر وكان الكيان الصهيوني ووجوده وسلامته جوهر المواجهة بالنسبة لأمريكا وبريطانيا والمنظومة الغربية وبعض الأنظمة الرجعية في المنطقة التي تم إنشائها برعاية بريطانية _أمريكية وحددت مهمتها والغاية من إنشائها بأن تكون درعا وسندا للكيان الصهيوني وان بقائها مرهون  ببقاء هذا الكيان وامنها مرتبط بتوفير الأمن له..؟!
تطورت المواجهة حتى حدثت نكسة أو ( هزيمة) 1967م التي كانت اساسا تهدف إلى تطويع عبد الناصر ونظامه وتعديل رؤيته ومنهجه وإجباره على القبول بالكيان والاتفاق على سلام عربي _صهيوني، والمقابل أن يعيد الكيان الأراضي العربية التي أحتلها في عدوان حزيران _بونيو 1967م وكانت _السعودية _ممثلة بالملك فيصل هي الوسيط المفترض بين عبد الناصر وامريكا والكيان الصهيوني..؟!
رفض عبد الناصر الفكرة، وكأن مؤتمر قمة  الخرطوم في ذات العام منبرا رسميا لهذا الرفض الذي اقرت فيه ( لأءات) عبد الناصر المعروفة ب( لأءات الخرطوم الثلاث) وهي ( لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضات) مع العدو الصهيوني إلا بعد ازالة آثار العدوان.. لينهمك عبد الناصر ونظامه في حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي _ لمنظمة التحرير الفلسطينية_ودعمها  ماديا وعسكريا وإعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا وعلى مختلف المستويات..كانت ( معركة الكرامة) أولى ثمار هذه الجهود والتي جاءت متزامنة مع ذروة اشتعال معارك حرب الاستئينزاف بين الجيش العربي في مصر والصهاينة بقيادة القائد العربي الخالد عبد المنعم رياض الذي استشهد في هذه المعركة بعد أن كبد العدو خسائر مادية وعسكرية وبشرية يقول عنها الإرهابي (موشي ديان) إنها اسوي حرب واجهة كيانه وجيشه وأنها كلفتهم ما لم يخسروه في كل حروبهم السابقة مع العرب.. كانت معركة الكرامة، معركة أمة تزامنت مع حرب الاستئينزاف، ومع حضور اعلامي وسياسي ودبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في كل المحافل الدولية.
أدركت واشنطن ولندن ومعهم الكيان الصهيوني أن من الصعوبة بمكان التوصل لتفاهم مع نظام عبد الناصر رغم كل ما حد واجه، فكانت أحداث ( أيلول سبتمبر) في الأردن عام 1970م بمثابة الرد الصهيوني على( معركة الكرامة) التي جاءت بنفس الأسباب التي جاءت به نكسة حزيران _يونيو 1967م والتي جاءت بطلب من الملك فيصل للرئيس الأمريكي، بهدف تطويع ناصر ونظامه، وكي تكون مدخلا لإحلال السلام بين الصهاينة وعبد الناصر، فأن مذبحة أيلول سبتمبر 1970م والتي اطلق عليها (أيلول الأسود) جاءت هي الأخرى بطلب من الملك فيصل للملك الأردنى حسين بن طلال،وقد طلب منه فيصل ضرورة التخلص من الجماعات الفدائية الفلسطينية لأنها تشكل( خطرا على نظامه) وعلى ( أمن واستقرار المملكة السعودية) ..؟!
كانت الرياض قد وجهت أكثر من رسالة لملك الأردن تطالبه بالتخلص من الجماعات الفلسطينية في الأردن محذرة من خطرها عليه وعلى عرشه ومملكته، ولم تكن أمريكا وبريطانيا والصهاينة بعيدين عن ذلك..!
كان عبد الناصر قد تعرض لازمة صحية عام 1967م تمثلت في (تصلب بشرائن الساق) ورغم انه خضع للعلاج الا انه لم يعطي ازمته الصحية اهتماما يذكر فواصل أنشطته وفي اغسطس من عام 1970م خضع لفحوصات طبية وجاء للقاهرة وفد طبي سوفيتي عال المستوى ومع طبيبه الخاص (الصاوي) نصحه الأطباء بسرعة اخذ فترة نقاهة وإيقاف ( التدخين) ومنع حتى من تناول ( القهوة) وكان ( التدخين والقهوة) أكثر ما يحبهما ناصر ومدمن عليهما.. فأجبر على الراحة في الإسكندرية، لكنه لم يمكث أكثر من يومين فقط حتى قطع خلوته وراحته خلافا نشب بين ( القذافي وجلود) في ليبيا فحضرا معا ليحل خلافهما، وما أن ودعمها حتى تلقى تقارير عن أوضاع غير طبيعية في الأردن فعاد سريعا للقاهرة وأنهمك في متابعة أحداث الأردن باذلا جهودا استثنائية وعاد للتدخين وبشراهة وتناول القهوة والسهر حتى انه وخلال القمة العربية قضى ثلاثة أيام بلياليها دون أن ينام، وبعد أن انهي أزمة الأردن واستقبل وودع القادة العرب الذين شاركوا بالقمة واخرهم كان أمير دولة الكويت الذي ما أن كادت طائرته تهبط في مطار الكويت حتى أبلغ بوفاة عبد الناصر ليعود من حيث اتي..!
رحل ناصر _رحمة الله عليه الي جوار ربه، وتم ترحيل منظمة التحرير من الاردن الي لبنان وفقا لقرار القمة واستنادا لاتفاق سابق عقد بالقاهرة عام 1969م برعاية ناصر بين السلطات اللبنانية ومنظمة التحرير والخاص بتنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان.
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)