ريمان برس - خاص -
من جديد عاد (هولاكو) ليثأر عن هزيمته في (عين جالوت) ومعه عاد (ريتشارد قلب الاسد) ليثأر عن هزيمته في ( حطين) ومعهما عاد (يهود خيبر) وعاد ( كسري) بافياله برفقة (يزدجرد)،وعاد (نابليون) و( الكابتن هانس) و(اللنبي وكرومر)، وعاد (السلطان العثماني) بطربوشه وولاته يبحثون له عن (جواري بكور) لم يمسسهن بشرا قبله، ترافقه جحافل من (المجاهدين الباحثين عن بنات حور العين)..؟!
عاد كل غزاة الأرض بجحافلهم وبقدرات قتالية متقدمة وأكثر تطورا وتقنية، أسلحة منها ما يقتل الجسد، ومنها ما يقتل الوعي ويسلب العقول، ويدمر القيم والأخلاقيات والهوية والأنتماء.
عاد جميع الأوغاد والقتلة لديار ( العروبة) التي للأسف لم يعد فيها ( عرب) بل قطعان من بشر مغلوبين على أمرهم، بشر (مخصيين) ليس فيهم من الرجولة سوي أسمائهم..؟!
عاد الغزاة لديار العرب ولكن لم يجدوا أمامهم لا صلاح الدين، ولا قطز ، ولا الظاهر بيبرس، ولم يجدوا فيها خالدا، ولا ناصر، ولا نصر الله، عادوا متكئين على (قرن الشيطان) الذي مهد لكل هؤلاء الطريق للعودة وبدء مرحلة (القرن الصهيوني)..؟!
نعم العرب الذين قضوا مائة عام في كنف (قرن الشيطان) يلجون اليوم في كنف (قرن صهيوني) سيظل يسيطر على بلاد العرب مائة عام اخري، ومن قرن الي قرن تبقى الأرض العربية مدثرة بأحزانها، تؤغل في نهش جسدها ( قرون) الغدر والخيانة والامتهان..!
عاد الغزاة على ظهور (احصنة) الخيانة والعمالة والارتهان، عادوا لإدراكهم أن الأمة لم يعد فيها إلا بقايا (أبطال) بلا ايادي وبلا ألسن، أي انهم مجرد بقايا رموز عربية فاقدة الحيلة لا تجد سوي التأمل بنظرات الحسرة وذرف الدموع،حتي النواح والصراخ حرما عليهم..؟!
لم تعد هنا خير أمة أخرجت للناس، بل اتعس أمة أصبحت مضحكة وسخرية للناس وملطشة لشذاذ الآفاق، وقطعة من (كبد خروف) تتقاذفها غربان الشؤم..؟!
مؤلم أن يصل الحال بهذه الأمة إلى ما وصلت إليه بفعل بعض المحسوبين عليها زورا وفي غفلة من الوعي القومي والتاريخ..
قديما في العصور الجاهلية كانت الأمة تعيش في كنف عبادة الاصنام ( يعوقا، ويغوثا، ونسرا، واللات، والعزة، وهبل، وعجل السامري) وبعد تنفس فجر الإسلام وشروق شمس رسول الرحمة اعيدت للأمة كرامتها وسيادتها، غير أن الأمر لم يطول حتى عادت الأمة لعادتها القديمة في عبادة الاصنام ولكن هذه المرة عبدة اصنام بشرية متحركة، تاجروا بكل شيء العرض والأرض والدين والقيم والأخلاقيات.. ليعيد التاريخ نفسه بجاهليته التقدمية، جاهلية أكثر تطورا من سابقتها وأكثر عصبية منها في الماضي وهذه ميزتها، وان كانت جاهلية امس تميزت بغيرة على العرض والقيم، فإن جاهلية اليوم مجردة من كل القيم..
عزائنا في أمة عزها الله بدينه ورسوله واذلها أبنائها في تنافسهم على الفوز بغنائمها باسم الدين تارة أو باسم الوطنية والقبلية والمذهب والطائفة والمناطقية وكل طرف لم يجد غير التحالف مع الصهاينة لنصرته في مواجهة أبناء وطنه وأمته..؟!
لذا نقول عودة هولاكو وان بصورة (نتنياهو) و (ترمب) فيما( لابن العلقمي) أكثر من نسخة تعتد بعدد الكيان المتناحرة على خارطة الأمة.
فجر 8 ديسمبر 2024م |